طبخة الحكومة الجديدة بأنامل رزازية
زهير العزة
جو 24 :
احسن الدكتور عمر الرزاز ،بالطلب من وزراء حكومته تقديم استقالاتهم الان ،وليس نهاية شهر رمضان الفضيل ،من اجل اجراء تعديل على الحكومة ، وذلك لما تنتظره المنطقة والاردن من احداث وخاصة ما يتعلق بصفقة القرن .
والواقع ان الرئيس الرزاز، الذي شوهت حكومته ببعض الوزراء من اصحاب المصالح او المتقاعسين أو من هواة الاستعراض، هو أحوج الناس، الى إجراء مثل هذا التعديل وذلك لتبييض صورته امام المجتمع والتي هزتها بعض قرارات او تصرفات او حتى ضعف شخصية بعض الوزراء وتقاعس البعض منهم.. والمأمول منه أن يكون موسعا باتجاه ضم شخصيات من الوجوه الجديدة، ولها باع طويل في العمل السياسي ،ومثله في العلاقات مع دول الجوار ومع الفعاليات السياسية المحلية والعربية والدولية.
الحكومات في السنوات ال "20 "الماضية ركبها "جن "تعيين المحاسبين والاكاديميين غير المسيسين والمتقاعدين العسكريين ايضا غير المسيسين، وللأسف فقد صعق المجتمع بغالبية هؤلاء ممن كانوا يرتجفون عند اتخاذ القرارات، او يتخذون القرارات وفقا لمصالح و اجندات الذين جاؤوا بهم للموقع، او انهم رضخوا لقرارات خارجية ما اضر بمصالح الاردن والاردنيين، ومنهم من حول الوزارات والمؤسسات الحكومية ،الى مزرعة خاصة به وبزبانيته.
واذا كان البعض يتحدث عن المناصب العليا ،على اساس انها مناصب حرفية او مهنية ،فأنه باستثناءات لا تزيد عن عدد اصابع اليد ، لم تحقق هذه المقولة اية نجاحات ، بل على العكس فالمناصب العليا هي مناصب سياسية وخاصة الوزارية، ولذلك وجدنا سالم مساعدة المحامي هو الانجح بين كل وزراء المالية ،الذين مروا على الوزارة حتى الآن ، كما كان عاكف الفايز هو الانجح بين كل الوزراء، الذين تولوا وزارة الزراعة او وزارة الدفاع ،او وزارة "الإنشاء" الاشغال العامة ، او الشؤون الاجتماعية و وزيرا للمواصلات وكذلك وزيرا للسياحة ،وكانت السياحة في الاردن في تلك الفترة من افضل الفترات مقارنة بحجم الاقتصاد في ذلك الوقت.
اما الدكتور الطبيب جمال الشاعر "المعلم"، فكانت بصماته واضحة في وزارة البلديات وهو لا يحمل شهادة الهندسة، واما المهندس سمير الحباشنة فكان الانجح من بين كل الوزراء، الذين تولوا وزارة الداخلية، وحقق الارتياح عند المواطنين والزائرين للاردن.
وكل هؤلاء الذوات كانوا رجال دولة يعملون وفق مصالح الوطن وبعقلية القائد للوزارة وليس عقلية الاداري التي عانينا منها وما زلنا نعاني حتى الان، إن على صعيد العقلية المتأمرة أو على صعيد تدمير المجموعة الناجحة العاملة في المؤسسة لصالح إحتفاظ هذا الاداري "الوزير او المدير" بالموقع ....!
واليوم الرئيس الرزاز عليه ان يطرح اسئلة على نفسه قبل غيره ، وهي اسئلة مشروعة يطرحها كل مواطن في وطن جريح ومواطن مأزوم ، هل وزراء حكومته المستقيلين ، من وزارة العمل الى وزارة الصناعة والتجارة الى وزارة الاتصالات ، الى وزارة التنمية السياسية الى وزارة التنمية الاجتماعية، ووزارة الاستثمار سواء على صعيد الوزير او امين عام الاستثمار ، او وزارة السياحة التي دمرت اي معنى للاستثمار السياحي ، هل حققوا شيئاً في عملهم على ارض الواقع ؟؟ وهل افشل هؤلاء الحكومة؟؟ وهل بقي لديهم شيئاً ليقدموه للوطن والمواطن ؟؟
ان الطبخة الوزارية تحتاج من الرئيس الرزاز الى التروي والشجاعة في تعيين الوزراء، وان يكونوا كما قلنا سابقا من اصحاب الفكر والعمل السياسي ، والذين لهم الشخصية القيادية وليس الادارية .
ان الاردن يواجه اخطاراً داخلية وخارجية ، والحلول التي يحتاجها الوطن والمواطن لايقوم بها الا الرجال اصحاب الارادة والكف النظيف ، ولهم شعبية عند المواطن ويثق بهم، ما يساعد على إعادة جزء من الثقة المفقودة بين الحكومة والمواطن ، والذين لا يرضخون الى الإملاءات مهما كانت ، وهم سيكونون في الحكومة صوت يقاوم المشاريع المطروحة على المنطقة ، وخاصة ما يعرف بصفقة القرن التي ستطرح على دول المنطقة بعد العيد ، كما اعلن كوشنير مستشار وصهر الرئيس الامريكي دونالد ترامب.
والسؤال المطروح على صاحب الولاية الحكومية الدكتور الرزاز .. هل انت على استعداد لتطبخ الطبخة بأناملك وبعيدا عن التدخلات والعلاقات الشخصية او التركيبات الجهوية او المناطقية .. وهل تسعى للتعاطي مع وزراء من صنف رجالات دولة ووطن ....؟