2024-05-01 - الأربعاء
Weather Data Source: het weer vandaag Amman per uur
jo24_banner
jo24_banner

النظام العربي "طلب" وقف النار ولو في الصين

زهير العزة
جو 24 :
 
واقع حال النظام الرسمي العربي يثيرالدهشة لكثرة ما يعتري مواقفه وخطواته من مفارقات، خاصة في مسألة الصراع مع العدو الصهيوني والعلاقات مع الولايات المتحدة الامريكية والغرب الاستعماري بشكل عام .
ولعل ما يترجم هذا الحال المزري والمواقف المرتبطة به، ما عبر عنه الفيلسوف اليوناني ديوجين الذي حمل مصباحه ومشى في دروب أثينا وشوارعها حاملاً مصباحه وكان ذلك في «عز سطوع الشمس» في منتصف النهار، فأثار إنتباه الناس ،وسأل بعضهم كيف لهذا الشخص أن يحمل مصباحاً وشمس السماء ساطعة بالنور، وعندما اقترب هذ البعض منه متسائلاً في حيرة عن هذا التصرف .!، أجاب الفيلسوف :تسألونني عن ذلك فأنا أحمل مصباحي باحثاً عن «الحقيقة» فالحقيقة تاهت، وهأنذا أبحث عنها وعن مشتقاتها .
والحقيقة التي يبدوا أن النظام الرسمي العربي نسيها أو تناساها، أو تاهت عن أجنداته السياسية عن خطأ فكري وإداري، أو عن قصد يدخل في باب التأمرعلى الشعب الفلسطيني وقضيته ، حيث تقول الحقيقة الساطعة الوضوح أن الاحتلال الصهيوني لا يحتاج سببا لقتل الفلسلطينيين ، وأن هذا الاحتلال قائم على "قتل وابادة” الشعب الفلسطيني،وأن تهديده بتصفية المقاومة الفلسطينية وقادتها ومنها حركة حماس ليس وليد اللحظة، وأن هدف الاحتلال النهائي هو تصفية القضية الفلسطينية من خلال مشروع التهجير، وهو قائم منذ ما قبل إحتلال أراضي فلسطين عام 48، بالتواطؤ مع بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة الامريكية والغرب عموما، وبعض النظام الرسمي العربي الذي بدأ بالمؤامرة انطلاقا من شواطيء عربية في العام 1897 بحسب الوثائق البريطانية ومذكرات بيرسي كوكس حاكم البصرة البريطاني .
اليوم والعدوانُ الاميركيُ الصهيونيُ مستمر في مجازرَه بحقِ الغزيين، لم تَسلم الكنائسِ والمساجد والمستشفيات من ضريبةِ الدماء، يرتقي على مذبحِها المدمَّرِ بالغاراتِ الجوية والمدافع الاف الشهداء ، وضاقَ ما تبقَّى من مشافٍ بشهدائِها وجرحاها، وشُحِّ موادِّها الطبيةِ والادويةِ الضروريةِ ومصادرِ الكهرباء، فيما وزراء خارجية العرب والمسلمين يبحثون عن الحلول في الصين من أجل هدن إنسانية توقف آلة القتل النازية الصهيونية
أو في محاولة إستجداء موقف من أجل وقف الحرب على غزة أو تنفيذ قرارات القمة المتعلقة بفتح معبر رفح مع مصر، لكنهم عادوا من الصين وهم ينتظرونَ موافقةً صهيونيةً اميركيةً غيرَ متوافرةٍ حتى الآنَ لادخالِ المساعداتِ الضروريةِ والتي يعدُ منعُها عن المحاصرينَ جريمةَ حربٍ بما يسمى قوانينَ دولية ..
إن تكدس النظام الرسمي العربي عن حدود منصةِ البيانات، ومنابرِ المداراةِ للاميركي والصهيوني، بصورة لم ترتقي الى ما فاضت به الشعوبُ طُوفاناً من غضب ملاقيةً طُوفانَ الاقصى، ومناصرةً لغزةَ وجهادِها وصبرِها وشهدائها، جعلت من هيبة هذا النظام في اسوأ صورها أمام الشارع العربي بل والدولي ، خاصة ان الشارع العربي يرى أن هذا النظام يستطيع استخدام اوراق ضغط متوفرة بين يديه لوقف هذه المجازر والمذابح التي ترتكبها النازية الصهيونية ، تبدأ من قطع العلاقات مع الكيان المؤقت للدولة النازية الصهيونية " اسرائيل " وقطع أية اتصالات معه، واستخدام سلاح النفط ، والغاء الاتفاقيات، بل حتى الذهاب بدعم مجموعات مسلحة عربية وفلسطينية للمرورمن خلال الحدود مع فلسطين ، واستخدام سلاح المقاطعة للشركات التي تتعامل مع الكيان، وغيرها من اوراق .
إن الحلول هنا بين يدي النظام الرسمي العربي اذا أراد او كانت لديه النية بالانتصار لفلسطين ولغزة ، واذا أراد وقف هذه المجازروالمذابح، وخاصة وأن كل المؤشرات تؤكد أن الصهاينة كما الاميركان مُصرينِ على مواصلةِ سفكِ الدمِ الفلسطيني وارتكابِ المذابحِ بحقِ الاطفالِ والنساءِ دونَ رادعٍ ، لذلك فأن المطلوب تحرك في اطارالفعل الحاسم والقوي بإستخدام الاوراق العربية التي تُصعِّبُ على الصهاينة والامريكان والغرب عموما حساب خسائرهم نتيجة هذا العدوان ، والا فأن كل دول العالم لن تقف مع غزة وأهلها طالما أن العربي هوأول المحاصرين لها، وهو الذي ترك ويترك الامريكي المشارك المباشر بالعدوان على غزة مع الصهاينة بالعمل على بناء "تحالف جديد” وفق رسم الخرائط الجديدة في المنطقة، تغير معادلات بما يخدم مصالح الصهاينة والامريكان .
إن غزة النازفة على أكتاف الانسانية، ولا من يَسمع او يستجيب لهتاف الاطفال والنساء والشيوخ القادم من بينِ ركامِ الكنائسِ والمساجدِ والمستشفيات والمدارس والمساكن التي هدمت على رؤوس من فيها ، تنتظرمن النظام الرسمي العربي رحلة النصرة الى معبر رفح لفتحه بالقوة ، وليس رحلة الى الصين او غيرها لفتحه .! فطلب وقف النار والعدوان على غزة لا يمكن ان يأتي من الصين .. بل هو عند الصديق الامريكي ... ولن يأتي بدون ضرب مصالحه في المنطقة العربية ،او التأثيرعليها .. فأذا كان المثل يقول أطلب العلم ولو في الصين.. فأن الواقع يقول أن نصرة الشعب الفلسطيني وغزة ووقف العدوان عليها يأتي من بين يدي العرب وقرارهم ... ولا عذر لاحد ............. يتبع
تابعو الأردن 24 على google news