jo24_banner
jo24_banner

الكارثة

نسيم عنيزات
جو 24 :







بعد 71 عاما من النكبة، وما تخللها من تغيرات وتحولات دولية وعالمية، الا انه لم يغب عن ذاكرة الفلسطينيين ما حل بهم من مأساة إنسانية و تهجير و تشريد عدد كبير منهم، خارج ديارهم خلال الحرب الإسرائيلية - العربية عام 1948، أدت إلى نزوح داخلي واسع النطاق وطرد وتشريد أكثر من 700.000 فلسطيني، فضلاً عن تدمير مئات من القرى الفلسطينية .

مجمعين على ان ما حل بهم نكبة وهي الكلمة التي تشير بالعربية إلى الكارثة، لما تحمله من معان قاسية للفلسطينيين في التهجيرالقسري الجماعي وهدم معظم معالم مجتمعهم، يحملون مفتاح العودة في كل مناسبة، يسلمه جيل الى جيل، للتأكيد على الحق والعودة إلى الأراضي المحتلة، وانهم عائدون لان ايمانهم بعدالة قضيتهم اكبر من كل المؤامرات، وان الحق سيسود وسينتصر يوما.

يحيي الفلسطينون فعالياتهم هذا العام وحيدين في الضفة الغربية وقطاع غزة وفي مخيمات الشتات حيث عم الإضراب الشامل في مختلف مدن ومخيمات قطاع غزة، وانطلقت مليونية العودة على الحدود الشرقية لقطاع غزة. في ظل مؤامرات جديدة تحاك لهم ولكـن الضمير العالمي لم يتحرك بعد ولم يعترف بانسانيتهم .

ان حجم الكارثة الانسانية التي تعرضوا لها من تهجير وقتل وتدمير وسلب اراضيهم وطردهم منها، ومنحها لليهود بغير حق ليعيش اكثر من 5 ملايين لاجئ فلسطيني في الشتات، في ظروف قاسية وصعبة، ولك ان تتخيل حجم المعاناة في تشريد وطرد الاطفال والنساء والشيوخ والمرضى، لانني اعتقد صعوبة ذلك على العقل الانساني والبشري» مع التركيز على الانساني والبشري»لان حجم المأساة تحرك الشجر والحجر وتدفع الضمير العالمي لان يشعر بغلطته وحجم جريمته، لا ان يستمر في جريمته واضطهاده للفلسطينيين بنفس عقلية التآمر، لتصفية قضيتهم التي تعتبر الاقدم والاكثر انسانية على المستوى العالمي.

ومع تمسك الفلسطينيين بحقهم وبقضيتهم التي يسعون كل عام لتذكير العالم بها، وما حل بهم، الا ان خيوط المؤامرة لم تتوقف، والانحياز للاحتلال مازال مسيطرا على الواقع، لانتزاع ما تبقى من حقوقهم وتقديمها الى المحتل، والتي كان اخرها نقل السفارة الامريكية الى القدس والاعتراف بها عاصمة ابدية لاسرائيل.

 وامام هذه الكارثة الانسانية فان الضمير العالمي ما زال غائبا، غير مدرك للظلم الذي اوقعه على الفلسطينيين الذين تأبى ذاكرتهم نسيان الكارثة التي حلت بهم، مستمرين في احياء نكبتهم والتذكير بها، في ظل واقع مؤلم ومخططات جديدة والحديث عن صفقات اكثر ايلاما، وكأن العالم لم يكتف بظلمهم وتشريدهم وقتلهم، الذي لم يتوقف يوما امام صمت عربي ودولي.

وفي الوقت التي تشهد الاحياء والشوارع الفلسطينية ثورة وانتفاضة تخلو الشوارع والمدن العربية الا من المتسوقين وكأن حالنا يقول اصبحنا عاجزين حتى عن الكلمة، سقوط 305 من الشهداء منذ بدء مسيرة العودة وكسر الحصار شرق قطاع غزة في الـ 45 يوما الاخيرة، لم يحرك فينا ساكنا.

وفي النهاية «لن يضيع حق وراؤه مطالب».
تابعو الأردن 24 على google news