jo24_banner
jo24_banner

التشخيص السليم نصف العلاج

نسيم عنيزات
جو 24 :

إن التشخيص السليم والدقيق للحالة المرضية يعتبر نصف العلاج ان لم يكن كله، لذلك يحرص دائما الطبيب المتميز خاصة على معرفة كل التفاصيل والاعراض المرضية، ليتمكن من تشخيص نوع المرض لصرف العلاج المناسب له، وبعكس ذلك قد يتأثر المريض ويفاقم وضعه الصحي. اي ان اي اختلال في احد اطراف المعادلة ( الطبيب والمريض ) قد يؤدي الى نتيجة سلبية الحالة لا تحقق لها اي نتائج. لذلك فان صدق ومصارحة المريض في جميع معلوماته والاجابة عن اسئلة الطبيب تساعده على التشخيص الذي يجب عليه ايضا ان يكون ملما بعمله وتخصصه، وصادقا مع مريضه في تشخيص مرضه وحالته الصحية بكل صدق وتفصيل دون مبالغة او تهويل. وبما ان الجميع لدينا كمواطنين وحكومة يدرك ححم التحديات الداخلية والخارجية وصعوبة الظروف التي تمر فيها بلدنا في الشأن الاقتصادي خاصة، على الرغم من انه لا دخل له فيها ولم يكن سببا بها اغرقته بها حكومات سابقة وما رافقها من حلول وخطط لم تكن موفقة، الا انه ونظرا للظروف المتغيرة كل يوم من تطورات دولية واقليمية وما تمر به منطقتنا من حروب وصراعات داخلية وخارجية خاصة في العشر سنوات الاخيرة اوجد اختلالات في اعتماد آلية او معالجة محددة نظرا للتغيرات وعدم ثبات الاوضاع مما اوجد صعوبة في التنبؤ بها مستقبلا اوالاعتماد على مؤشرات ثابتة. ومع تسليمنا وايماننا بان الاوضاع الاقتصادية واستقرارها هي عصب اساسي ومهم لدولة مثل الاردن، تمتاز بالوسطية والاعتدال وعدم التدخل بشؤون الاخرين، وتبحث دائما عن علاقات وسطية مع الجميع والامن والاستقرار، الا ان المواطن الاردني وادراكا منه بعدم الانزلاق بدولته تحمل الكثير جرّاء الغلاء وارتفاع الاسعار وزيادة المديونية وشح في السيولة والحركة التجارية وبقي صابرا قابضا على جمر امن واستقرار بلده ووطنه. كما حسم الاردنيون امرهم وقالوا كلمتهم في رفضهم لاي مؤمرات تحاك لدولتهم مؤكدين التفافهم خلف مليكهم فيما يروج لصفقات على حساب وطنهم فيما يتعلق بالصعيد الخارجي وتحدياته. يبقى لدينا العامل الداخلي وما يتضمنه من شق سياسي وحاجته الى مراجعة شاملة خاصة منظومة التشريعات التي تحقق التطور والاصلاح السياسي القائم على العدالة ومحاربة الفساد وتكافؤ الفرص واحترام سيادة القانون مما يتطلب تحكيم لغة العقل دون اقصاء او عزل، و الشروع فورا بالدعوة الى مؤتمر وطني شامل يتفق الجميع على مخرجاته مع ضمانات حقيقية للتنفيذ والاخذ بها. دون تسليف الوصفات او تسويفها فان الفرصة لدينا قوية ومطالبنا موضوعية وحلولها بسيطة ليست معقدة لوجود شبه اجماع وطني على المطالب والحلول من ناحية اضافة الى المرونة البعيدة عن التعصب والتشنج على الجميع استغلالها والاستفادة منها وعدم السماح او الانتظار لحين دخول عناصر او اجندات خارجية.

 
تابعو الأردن 24 على google news