jo24_banner
jo24_banner

ماذا أعددنا للشباب في عطلتهم الصيفية

نسيم عنيزات
جو 24 :





ايام قليلة تفصلنا عن الاجازة الصيفية للمدارس التي يأخذ بها أبناؤنا الطلبة والطالبات قسطاً من الراحة ليستريحوا من عناء السهر والمذاكرة والذهاب يومياً إلى المدارس أو الجامعات أو الكليات وليستعيدوا بعدها نشاطهم وحيويتهم استعداداً لاستقبال عام دراسي جديد.
وبعدها تبدأ الشكوى من الطلاب والآباء من أوقات الفراغ التي تمثل عند الشباب مشكلة حقيقية. كالمَلل، والحيرة، كما تعني الإجازة عند الآباء هاجساً آخر يجسده الخوف على الأبناء من سلوك او اتجهات خاطئة نتيجة الفراغ وعدم ايجاد البرامج المناسبة او اماكن تطمئن لها الاسر.
 فكما ان اولياء الامور مطالبون بالمراقبة والبحث عن برامج ودورات تدريبية تصقل مهارات وخبرات ابناءهم خلال أشهر الاجازة وتشجيعهم على الانحراط بالاعمال التطوعية والمهارات النافعة، لا بد لوزارة الشباب كجهة معنية بهذه الفئة ان تأخذ الدور الاكبر وان تكون قد انهت استعدادها لاستقبال الاف الشبان والتعامل معهم ضمن برامج وخطط واقعية تتناسب مع اعمارهم واحتياجاتهم، ضمن استراتيجيات جديدة بعيدا عن الاساليب التقليدية المتبعة كل عام، والاعتماد على معسكرات الحسين للشباب فقط والتي ما زالت برامجها دون الطموح والتطلعات وتكرر نفسها دون اي مراعاة للتغيرات الكثيرة التي طرأت في ظل ثورة التواصل الاجتماعي وما صاحبها من تداخلات خطيرة، التي انخرط شبابنا فيها واصبح العالم لديه دائرة صغيرة تمكنه من الدخول فيها بأي وقت وبسرعة فائقة.
ولا ننسى ان آلية التفكير قد تغيرت ايضا، نتيجة للظروف المتغيرة مما يتطلب جاهزية عالية تحاكي العقول وتوجه البوصلة نحو السلوكات الايجابية وصقل مهاراتهم واحترام مواهبهم وتشجيعهم على الابداع وتوفير جميع الوسائل اللازمة لذلك افضل المستويات واعلاها، وان تكون جاذبة ومحفزة لهم، لا ان نبقى نعتمد على المراكز الشبابية التي تفتقر الى ابسط الامكانات التي تدفع الشباب الى النفور والبحث عن اماكن اخرى.
ان الشباب وصقل مهاراتهم نحو الابداع وكيفية التعامل مع الواقع وتحكيم العقل في التمييز بين الحقيقة والاشاعة هي السلاح التي نحمي به انفسنا ووطننا، لا ان نتركهم وهم في اعمار الورود وسن المراهقة الى الشوارع والطرقات واماكن التسكع ليواجهوا مصيرا مجهولا تخلق لدى البعض افكارا وسلوكيات لا تنسجم مع عاداتنا وتقاليدنا وتضر بالسلم المجتمعي.
ان هذه الشريحة الاكبر في المجتمع ونرى مستقبل الدولة في عيونهم، لهم طموحات وتطلعات على الحكومة مراعاة ميولهم وغرس القيم الانسانية والاخلاقية لديهم وتعزيز العامل التطوعي وخدمة المجتمع لديهم لتوثيق ارتباطهم بالارض والوطن دون النظر الى الكلف المالية او الاكتفاء بالشعارات والتصريحات لانهم الثروة الحقيقية للاوطان ومصدر امنها واستقراراها.
فقد حان الوقت لنبدأ مرحلة جديدة وحقيقية يتم البناء عليها للسنوات القادمة وان لا تبقى البرامج من اجل قضاء الوقت والتسلية فقط دون اهداف واضحة ومحددة.
تابعو الأردن 24 على google news