jo24_banner
jo24_banner

هل يتمرد ترامب على محيطه الصهيوني

حاتم رشيد
جو 24 :






ادلى ترامب بتصريح هام للغاية في اليابان وملخصه انه يقبل ايران بقيادتها الحالية ولا يتطلع الى تغيير النظام فيها. وفي اطار حديث مجامل لايران وشعبها العظيم. اوضح ان كل ما يريده هو غياب السلاح النووي. تحدث عن القدرات الاقتصادية الهائلة لايران. واوضح انه يعتقد بإمكانية ابرام صفقة مع ايران. اما لماذا يتحدث من اليابان فلأن هذه الدولة على علاقات جيدة بايران وقد علم من رئيس الوزراء الياباني ان ايران تريد التفاوض وهو يرحب بذلك وختم بأنه لا يربد الحرب. و من نافل القول التذكير برغبة ايران بالتفاوض وتجنب الحرب.

تصريحات ترامب تتناقض مع المقدمات الحربية التي عبر عنها لفظيا وبالتحشيد العسكري وسط لغة استفزازية من مساعديه امثال بولتون وبومبيو.

السؤال الجوهري هو هل تعادي امريكا ايران ام انها في موقف عداء لايران. والاجابة تقول بعدم وجود تناقض مصالح حيوي بين الطرفين. وان الموقف الامريكي المعادي لايران ينطلق اولا من تحريض اسرائيل واللوبي الصهيوني التوراتي والايديولجي ضد ايران الذين يرفضون بالمطلق التعايش مع دولة عربية او اسلامية قوية تعاديهم ولو لفظيا.
ثانيا طمع ترامب في ابتزاز الدول العربية النفطية للحصول على الاموال والصفقات بذريعة الخطر الايراني.

الان ترامب حصل على اموال عربية بمئات الملايير وهو مطمئن ان سيل المال العربي مضمون مهما كان الحال.

اما اسرائيل فربما ان قادة الجيش الامريكي اقنعوه بأنها بعيدة عن الخطر. بل أنها هي من تشكل خطرا على ايران وغيرها في المنطقة. وان التفاوض ممكن وبدون كلفة تذكر. ومن المعروف ان مصادر امريكية هامة اوضحت ان الجيش الامريكي معارض قوي للحرب. ويضاف اليه قيادات الحزب الديمقراطي. ووفقا لما اوضحته وزيرة خارجية امريكية سابقة هي كونداليزا رايس فأن الجيش الامريكي استخلص من الحرب المريرة في العراق أنه لن يسمح بخوض حرب ضد اي دولة عربية او اسلامية. و من الواضح ان التوصية الاستراتيجيه للجيش الامريكي لمح اليها الجنرال ديفيد بتريوس حيث صرح بوضوح ان الحرب مع ايران ليست سهلة نظرا لمساحتها الشاسعة وعدد سكانها الكبير.

الداىرة المحيطة بترامب المتصهينة تضم نائب الرئيس بنس المتزمت التوراتي ووزير خارجيته اليميني والصهيوني بومببو. والاكثر صهينة من نتنياهو هو السيد بولتون والاكثر تعطشا للدم. ويضاف اليهم الثلاثي اليهودي الصهيوني رعاة صفقة القرن السادة كوشنر وغرينبلات وديفيد فريدمان.
هذه العصابة من المحافظين والمتطرفين والمتعصبين الصهاينة تواجه موقف مهني واستراتيجي للبنتاغون ارغمت ان تتراجع عن خيار حرب اسرائيلية بدماء امريكية ضد ايران. ترامب لم يستطيع ان يصمد امام استراتيجية الجيش التي تدرك انها بصدد حرب مكلفة جدا وغير حيوية في اقليم تتراجع اهميته مقارنة باولويات اخرى تتقدمها الصين وتليها روسيا.
ترامب رجل اعمال وحسابات مالية واقتصادية. وليس شخصية ايديولوجيه. ولذا يقيم موقفه الموالي لاسرائيل بمعايير الربح والخسارة من منطلق رجل اعمال.

اذا تراجع خيار الحرب ضد ايران فمن المرجح ان يتبع ذلك تراجع نفوذ اللوبي الصهيوني. ولن يكون مستبعدا ابعاد واقالة بعض الرموز الصهيونية.

الدول العربية هي تفاصيل ثانوية في الحسابات الدولية خاصة الأمريكية. بعضها يشعر بالندم والخذلان من حليف امريكي موهوم. لكنها بلا حول ولا قوة بسبب افتقارها لارادة وسياسة غير عقلانية وبالتالي غير وطنية. والمتوقع مع الاسف ان تنصاع لاي توجه امريكي مستجد.

من الواضح ان لا احد يستشير دولا عربية لأنها مضمونة الطاعة والولاء. هل استشار ترامب ما يسمى بالحلفاء العرب بتغيير مسار واهداف العلاقة مع ايران التي يبدو انها  ستنضم  الى عالم اطماعه الاقتصادية منافسا بذلك الاوربيين وغيرهم كالصين وروسيا واليابان.

ان تراجع خيار الحرب في صالح ايران. وفي صالح الدول العربية. وسيكون انجازا عظيما للطرفين اذا اتجها لمفاوضات تنظم وتدير الخلافات بينها اذا عجزا عن الاتفاق على حلول توافقية.

ثمة صلة وصل ستتجلى قريبا بين التهدئة مع ايران وصفقة القرن وملحق التطبيع  الخليجي مع إسرائيل. فهناك اطراف عديدة ستجد طريقها الخاص للتملص من الصفقة. هناك دول عربية قايضت واهمة صففة القرن مقابل الحرب على ايران. الان بطل السحر وخدع المسحورون.
امريكا تربح وايران تربح واسرائيل الرابح الذي لا يخسر. والعرب الخاسر الوحيد والاوحد. والمحترف المدمن للخسارة.

ما يفعله ترامب اليوم هي درس موجع وبليغ في السياسات الدولية ومصالح الامم. فأي درس يستخلصه العرب واي عبر تجعلهم اقرب للخلاص مما اوقعوا انفسهم فيه من ذل وهوان وضياع.

 
تابعو الأردن 24 على google news