رسالة الاردن الى قمة مكة.. وزيارة كوشنر للمنطقة
زهير العزة
جو 24 :
أعتقد أن رسالة الاردن إلى قمة العرب الطارئة في مكة والى ورشة البحرين وللامريكان ,أصبحت أكثر وضوحا مع إبلاغ الملك عبالله الثاني كبير مستشاري الرئيس الأمريكي جاريد كوشنر، أن تحقيق السلام الشامل والدائم على أساس حل الدولتين يضمن إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من حزيران عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وتعيش بأمن وسلام إلى جانب إسرائيل، وفق قرارات الشرعية الدولية, هو المنطلق لأية مبادرات من أجل إحلال السلام في المنطقة .
وهذه الرسالة الاردنية تجيب على كل الاسئلة المطروحة حول موقف الاردن من ورشة البحرين التي اراد لها الامريكان أن تكون المنطلق للعملية السياسية التي يسعون لطرحها تحت عنوان" صفقة القرن" ، بما يؤدي الى ضياع حقوق الشعب الفلسطيني وحقوق الاردن بما في ذلك تهديد هويته الوطنية .
ولذلك وربطاً بالرسالة الاردنية للادارة الامريكية فاننا نرى أن الاستنفارالخليجي العربي الذي دعت له السعودية على هامش انعقاد القمة الاسلامية ، لم يكن مفهوما طالما ان الخليج عربي ، والعرب هم الخليج ، فلماذا لم يتم دمج القمتين بقمة واحدة ..؟ومن هنا وبما ان الدعوة طارئة ، واخذت صفة الاستعجال فان الامر يقتضي توسعة جدول الاعمال بما يخدم القضية الفلسطينية ويوقف العدوان المتكرر واليومي على الاراضي العربية ، من غزة الى لبنان وسوريا , وعدم حصره في حرب نرى انها لن تقع خاصة مع اعلان وزيرَ الدولة للشؤونِ الخارجية السُعودية عادل الجبير الذي تلا البيانَ الختامي لهذه القِمم قبلَ انعقادِها ،فأَعلن أن المملكة لا تريدُ حرباً في المِنطقة ولا تسعى لها ،اضافة الى تصريحات الرئيس الامريكي ترامب الذي أكد من اليابان أن إدارته لاتريد الحرب مع ايران ولاتريد اسقاط او تغيير النظام فيها ، وكذلك الرد الايراني الذي دعا الى توقيع معاهدة عدم اعتداء ما بين ايران ودول الخليج.
اذاً والحالة هذه لماذا لا يناقِشُ العربُ العدوانَ الحاصلَ فعلاً والذي يتكرّرُ في غزة وكلِ فِلسطين كما يستبيح كل "السموات" العربية لضرب سوريا ، ويستبيحُ سيادةَ لبنان ولا يزال يحتلُّ اراضٍ منه ، ولماذا لا يتم اتخاذ موقف من " صفقة القرن " والمنصة التطبيعية مع العدو الصهيوني " التي ستنطلق من البحرين تحت عنوان" ورشة البحرين للسلام "فالحرب الصهيوامريكية تدور على فلسطين كل فلسطين وعلى بحر لبنان وسوريا بما يملكان من كنوز نفطية وغازية وعلى الاردن من خلال مشروع "التوطين" فالحرب على الامة تدور رحاها في بلاد الشام .. والعدو هو اسرائيل .. ولن تأخذ ايران دوره لا اليوم ولا غداً، وعلى العرب في دول الخليج الوقوف مع هذه الدول ودعمها لتستطيع التصدي للمشاريع التصفوية لقضية فلسطين وحلها على حساب بلدان عربية اخرى.