الأمية في العالم الإسلامي
نسيم عنيزات
جو 24 :
(اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ) «العلق: 1» هذه السورة أول ما نزل من القرآن في قول معظم المفسرين وتعني التدبر و اكتشاف أسرار هذا الكون؛ بالبحث العلمي العقلي، والتوصُّل إلى معرفة قوانينه
وهذه المعاني تتماشى مع الدور المكلَّف به الإنسان في قوله تعالى: ( إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً) «البقرة: 30».
نسوق هذه المقدمة للتعرف على اوضاع العالم الاسلامي في ظل هذه السورة وما وصلت اليه نسبة الامية من ارقام والارقام مرعبة تصل الى نحو 40 % في صفوف الذكور و65 % في صفوف الإناث. في حين تقترب من 19 % في الوطن العربي.
ومع وجود تفاوت في النسب والاعداد بين الدول، لكن بالمجمل يشكل رقما ضخما ونحن في القرن الواحد والعشرين وما يفرضه من صيغة ثقافيَّة واجتماعيَّة وثورة علمية وتكنولوجية، وتقدم في الكثير من المجالات.
ان الشباب في اي مجتمع هم الاداة الحقيقية للتطور والازدهار والتقدم والبناء، اذا ما احسنا التعامل معهم وتوجيه طاقاتهم وقدراتهم، وفي المقابل قد يكونوا آلة هدم ودمار لاي امة اذا ما تفشت ظواهر مجتمعية سلبية نتيجة الجهل والامية التي تعيق جهود التنمية والنهوض الاقتصادي في هذه البلدان.
وفي ظل ما يتعرض له العالم الاسلامي والمسلمين من اشكال الظلم والاضطهاد وتهم بالارهاب والتطرف ، وحالة الضعف والفقر في مجتمعاتنا، واحوال لا تسر صديقا، تستدعي وقفة لتبني مشروع عربي اسلامي نهضوي، وتطوير سياسات واضحة ومدروسة في مجال محاربة الأمية من قبل الحكومات، وجعلها في إطار سياسات وطنية تلتف حولها القوى الحية الفاعلة في المجتمعات الإسلامية لمحاربة الجهل والامية للارتقاء نحو العلم وتمكين الملايين من مواطني دول العالم الإسلامي من المساهمة في خدمة مجتمعاتهم «والعمل على تطوير بلدانهم». والانتقال الى الابداع والابتكار لنصنع مواطنا منتجا ومثقفا يدرك ما يدور حوله.
اننا نحتاج الى مشروع مشترك يمكن شبابنا من مواجهة التحديات خاصة الفكر المتطرف وكيفية التعامل مع الدعاة له، ومواجهة اليسار الغربي الذي يتهم الاسلام بالارهاب، وان المسلمين ارهابيون لانهم يدينون بالاسلام وذلك بالحجة والبرهان المبنية على العلم والمنطق المبني على الادلة والبراهين
ان محاربة الامية مصلحة عربية واسلامية وتشكل نقطة التقاء لحماية شعوبهم وتحقيق الامن والاستقرار لبلدانهم، بالاستثمار بالشباب المثقف المتعلم الذي ينبذ كل اشكال الارهاب والعنف المبني على التسامح والوسطية التي تدعو دائما الى الاعتدال وعدم التعرض للممتلكات، لانه السلاح الوجيد القادر على توحيد الجهود وتوجيهها نحو النهضة والتقدم وان الاستثمار فيه ضرورة ملحة لا ترفا.