2024-12-23 - الإثنين
Weather Data Source: het weer vandaag Amman per uur
jo24_banner
jo24_banner

رسالة “نبوية” الى من يهمه الامر ..!!

حسين الرواشدة
جو 24 : قبل سنوات نشرت الصحف ان مواطنا مصريا يعمل في وزارة الأوقاف زعم انه رأى الرسول عليه السلام في منامه اكثر من خمس مرات ، وفي كل مرّة كان يبلغه بحمل رسالة الى الرئيس ، لكن في المرّة الاخيرة – يضيف المواطن- الحّ عليّ بالاسراع في التحدث مع الرئيس وابلاغه بعدّة امور منها،( اصلاح النظام وتطبيق الشورى واجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية حرّة ، وتغيير البطانة المحيطة به ...وقضية ارتفاع الاسعار).

الشرطة -بالطبع- سارعت آنذاك الى التحقيق مع المواطن (اسمه الشيخ حسين سعد الدين ويعمل رئيسا للثقافة وشؤون القرآن) والمحت الى عدم سلامة قواه العقلية، لكنه لم يتراجع عن(رؤياه) وظل متمسكا بطلب مقابلة الرئيس ، ليقص عليه ما رآه في المنام ويبلغه بالرسائل (النبوية) التي (تحمل الخير لكل المصريين).

لم يسمح للرجل ان يبلغ الرسالة للرئيس ،وحدث بالطبع ما نعرفه،لكنني استذكرت ذلك وقلت في نفسي: حين تضيق الدنيا بالناس ، وتشتد عليهم ضرباتها ،يهربون الى الحلم ، وحين تغلق الابواب كلها امالهم ويستشعرون ضعفهم يبحثون في الدين عن ملاذهم الاخير ، وهذا المواطن المصري (الحالم) واحد من الملايين الذين يبدو ان كوابيس الواقع وهمومه لم تتح لهم مجالا للتفكير فهربوا الى (المنام) لعلهم يجدون ما ينفس عن آلامهم واحباطاتهم المزمنة.

لا يخطر في بالي ان اناقش رؤية النبي عليه السلام في المنام ، فقد اجمع جمهور علمائنا على حقيقة رؤيته واشترطوا فيها أن يكون الرائي عارفا تماما لأوصاف الرسول الخلقية و الجسمية ، لكن حين قرأت تذكرت الخبر بعد مرور هذه السنوات وما جرى فيها من تحولات ،ثم تصفحت اوضاع عالمنا العربي و الاسلامي ، وما يجري فيه من احداث وانقسامات ومحاولات يائسة لجمع الشتات الممزق ،قلت في نفسي ان رؤية صاحبنا المصري (دعك ان كانت صحيحة ام لا) تجسد احلاما الكثير من شبابنا اليوم ، وتعبر –حقا – عن ضرورات التغيير و الاصلاح التي تراود المواطن العربي حيثما كان ، كما ان ما حصل لهذا المواطن الذي عوقب على (حلم في المنام) يحصل لغيره ايضا ...حيث الجميع ممنوعون من الحلم ومن الكلام في اليقظة ايضا.

في الفقه الاسلامي لا يجوز تكفير (المعيّن) ...، بمعنى انه يمكن اطلاق صفة الكفر على المشركين مثلا دون تحديد واحد منهم ،الاّ اذا توافرت فيه الشروط المحددة وحوكم واستتيب ...إلخ، وبالقياس –ايضا- لا يجوز ابلاغ رسالة التغير الى رئيس محدد، يمكن –مثلا- ان نوجه النصائح على سبيل العموم ، لكن من اللافت ان كثيرين في عالمنا العربي و الاسلامي ليس لديهم أية رغبة في التقاط الرسائل والنصائح،لا من الناس،ولا من الخبراء والعلماء والمستشاريين الحقيقين،فكيف يمكن ان يلتقطوا الاوامر من الدين او من الرسول عليه الصلاة والسلام،ثم هل نحتاج اليوم فعلاً الى “رسائل نبوية”...خاصة عبر “رؤيا” او اكثر، ام ان تلك الرسائل موجودة لدينا،سواء في القرآن الكريم او في السنة النبوية، او حتى في مطالبات الشارع وصدى الدماء التي تسيل الان في اكثر من مكان ...ورغم ذلك نتجاوزها ولا تستدعي لدينا اي انتباه.

ليس لدي مزيد من التعليق ولكنني اقترح على صاحبنا المصري ان يعمم الرسالة النبوية،وان تكون موجهة لاخواننا العرب والمسلمين في كل مكان لكي يبدأوا الاصلاح بانفسهم ...ويخرجوا من “كوابيس”الواقع البائس الى دنيا الانجاز والامل والسعادة ايضاً.... (الدستور)
تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير