jo24_banner
jo24_banner

بيئة الحرب في الخليج لم تنضج بعد؟

د. عمر العسوفي
جو 24 :



هناك عدة معادلات لم تفهم بالشكل الصحيح ولم تتمايزحتى الآن...حرب اليمن ،المصالح الأستراتيجية الأمريكية ،المصالح الأيرانية ،واخيرا المصالح الأسرائيلية؟

صحيح أن التوافق الأمريكي الأيراني في الأقليم قديم وراسخ والصحيح ايضا أن المصالح الأميريكية هي من يتحكم في البعد الأيراني فعندما أنتهت مهمة الشاه خلعته واستبدلته بالخميني ودفعته فورا الى تبني تصدير الثورة الى الجوار العربي لتحقق جملة من الأهداف تمهد الى ما هو قادم في الأقليم.بعض المحللين وغالبية الشعوب تعتقد انه لا نهاية للتحالف الأمريكي الأيراني الأسرائيلي والصحيح ان الأهداف النهائية للأطراف الثلاثة تختلف كليا عن بعضا البعض،الأهداف الأولية للتحالف تحققت وهي ليست بحاجة للتجديد فقد تمزق الوطن العربي الى اشلاء وما تبقى من هياكل قائمة ما هي الا نمور من ورق ولم يعد هناك هم لدى اي طرف في كيفية السيطرة على العرب فهي متحققة بالكامل،إذا أين تكمن المشكلة؟

1. في اليمن..القصد الأميريكي مختلف تماما عن قصد كلا من التحالف العربي وايران،ففي حين ان هدف السعودية والأمارات الخفي كان هو ضرب الأخوان المسلمين في اليمن وحزبهم حزب الأصلاح وبناء على ذلك تم تسليم صنعاء للحوثيين على طبق من فضة،كان الهدف الأمريكي توريط ايران والسعودية في اليمن لتصل الى هدف بعيد هو السيطرة على حقول النفط غير المكتشفة في اليمن والتي تقترب من سواحل البحر الأحمر بعيدا عن مضيق هرمز والخليج.
2. الهدف الأمريكي الأستراتيجي في المنطقة هو أعداة تشكيلها بما يضمن عدم قيام دولة قوية ذات بعد عالمي وهذا ما يعني ان لا يتحد طرفا الخليج تحت راية الأسلام بل تبقى الطائفية والمذهبية هي الوقود النووي الذي يتكفل بعدم الوحدة.
3.اسرائيل...هي الدولة الطامعة والطامحة للعالمية وهنا تفترق لا بل وممكن ان تتصادم اهدافها بأهداف الغرب كله وليست بأهداف امريكا لوحدها....تعتقد اسرائيل أن التحالف الطويل مع ايران قد أتى أكله الأقليمية وتم القضاء على عدوها الأول وهم العرب وانها بحاجة ماسة الى تدمير القوة الإيرانية والتركية كي تضمن سيطرتها المطلقة على الأقليم ثم تنطلق الى السيطرة على العالم حيث تلتقي لديها عناصر القوة الضخمة عندما تسيطر على اقليم الشرق الأوسط بثرواته وموقعه الجغرافي مع السيطرة الصهيونية على الدول الغربية ومجتمعاتها كما هي متغلغة فيها الآن مما يمكنها من ان تكون القوة العالمية العظمى التي ترث القوى المسيطرة على العالم حاليا وهنا مكمن الخطر الساحق على الغرب برمته.؟
4.ايران.  تدرك ايران عناصر اللعبة وتدرك ان امريكا تريد أن تقضي على النظام من الداخل من خلال الضغط الأقتصادي وتحريك وتشجيع العمليات الأنفصالية الشعوبية،لذلك تستعجل ايران الحرب لأن قوتها العسكرية تستطيع الحاق الأذى بدول الخليج كلها ثم باسرائيل مما يوحد شعبها في الداخل ويمكنها من خلط الأوراق   ويعطيها شروطا افضل للتفاوض وهذا ما لا تريده امريكا...امريكا قادرة على محو ايران من على وجه الكرة الأرضية بالكامل لو كان الموضوع تجريب مقارنة القوة العسكرية، ولكنها الخدعة الأستراتيجية التي تتظاهر بالتراجع وهي في الحقيقة ماضية في التقدم.؟
5.خلاصة القول البيئة لخوض حرب مع إيران بأقل الخسائر لم تنضج بعد،والأهداف الأميريكية بالنهاية أهم من الأهداف العربية والأسرائيلية....امريكا تريد حاجتين في إيران الأولى تقليم أظافر قوتها العسكرية والثانية استبدال النظام القائم حاليا بنظام آخر تو ظفه لحقبة زمنية ربما الى 50 عاما قادمه...لن تسمح القوى المهيمنة  عالميا الى اي دولة من دول الشرق الأوسط بالوصول للعالمية بما في ذلك اسرائيل.؟

 
تابعو الأردن 24 على google news