الجميع في خدمة اسرائيل
حاتم رشيد
جو 24 :
مستشار الأمن القومي الأمريكي بولتون.ونظيره الروسي بترشوف في ضيافة نظيرهما الإسرائيلي بن شباط.
الواقع ان بولتون صهيوني اكثر من نتنياهو.لذا يمكن الافتراض ان الاجتماع ثنائي اكثر منه ثلاثي .
انظروا كيف تفكر وتتصرف اهم قوتين في العالم.انهما في الخدمة الإسرائيلية.جدول الاعمال وحيد الموضوع هو حماية امن إسرائيل .وهو تعبير لا علاقة له بالواقع. فأمن اسرائيل مصان. وهي من تهدد وتهاجم الاخرين وهي الكيان الذي اعد وجهز اقوى جيش في المنطفة بل انه من اقوى جيوش العالم.اما الاكثر اهانة لنا هو ان تكون سوريا هي موضوع اللقاء بالتحديد .وضمان الا يؤثر وضعهاعلى الامن الاسرائيلي.ببساطة كيف يتم الحفاظ على تفوق عسكري اسرائيلي.مع ضمان حرية اسرائيل المطلقة بافتراس ومهاجمة الجغرافيا السورية وقتما تشاء.وهي التي تمارس العدوان الصريح منذ سنين.
امريكا تؤيد وتدعم وتسلح اسرائيل وروسيا تغض الطرف الى حد التواطؤ.فحتى صواريخها تلوذ بالصمت عندما تزأر الطائرات الاسرائيلية وتعربد في السماء السورية.
الوزير الروسي لافروف يصرح داعما بأن امن إسرائيل مرهون باستتباب الامن في سوريا.لكنه ويا للعجب غير مرهون بتحرير الجولان من الاحتلال الإسرائيلي.
ماذا يعني الاجتماع الثلاثي غير إطلاق يد العدوان الاسرائيلي ضد الجيش السوري وحزب الله.والتواجد الايراني.وتوفير غطاء وتزكية دولية للعدوان الإسرائيلي.وتوظيف له في معادلة روسية امريكية تهدف الى طرد الحضور الايراني في سوريا وبالتبعية حزب الله.ليسهل التفاهم الأمريكي الإسرائيلي الروسي على مستقبل سوريا.
لروسيا مصلحة كبرى في الانفراد بسوريا.لقد انتهت حاجتها لايران والمليشيات المحسوبة عليها في سوريا اذ أن مليشيات القتل والتوحش تلفظ انفاسها الاخيرة وتستعيد الدولة السورية السيطرة على معظم اراضيها.
الدور الروسي كان فعالا في حماية الدولة السورية وهي تواجه مؤامرة إقليمية ودولية شرسة استمرت لسنين ولم تنته بعد.لكن هذا الدور لم يعد ايجابيا بنفس القوة.وليس من التجني القول بأن روسيا تحقق مكاسب في سياق التنافس مع واشنطن بتوظيف ورقة نفوذها في سوريا وليس حتما بالتوافق مع مصالح الدولة السورية. فروسيا تحسن علاقاتها مع إسرائيل تقربا من واشنطن.وقد اصبحت تل ابيب فعليا هي بوابة موسكو الى واشنطن .وهذا ما يعزز بقوة الميل الروسي لغض الطرف عن استباحة اسرائيل للجغرافيا السورية.
معركة سوريا مديدة ولم تحسم بعد.والسياق الحالي لا يعد بعودة قريبة لدور سوريا القومي وهي ما زالت تنزف الدم والدمع.بدرجة مميزة يرتبط مصير سوريا في المدى المنظور بنتائج ازمة الخليج.وتناسب القوى الاقليمي الجديد الذي ستفرزه نتائج الازمة.نسبة هامة من الوزن الاستراتيجي لسوريا بات مرتبطا بازمة الخليج ومصير التنافس السياسي الداخلي للدولة التركية .كل هذا في ظل غياب مفجع للحضور العربي.فالعرب حاضرون كضحايا وغنائم حتى اشعار اخر.