كيف يستطيع الموتى أن ينعوا الأحياء ؟
محمد خطايبة
جو 24 :
راغبون أن يعيشوا بلا كرامة وبلا كبرياء ، وبلا حد أدنى من الصدق ، وحين أستقلت قراهم ، باتوا ملزمين عدم أزعاج أي من القوى الأستعمارية والدوائر الصهيونية
بات همهم نعي العروبة ، وكل نبض مقاوم لمن أقسموا لهم الولاء، مقيدون أنفسهم بنعم الأخرين ، ليس بمقدورهم أن يكونوا احرار" ، حملوا أنفسهم في السوق ، بضاعتهم القيم والأخلاق وما تبقى من ملح وجه
جالوا في البلاد ، بكاؤون، مشككون ، غربان يروق لهم النعيق فوق الخرائب والأطلال ، لا يرون من الدواء غير مرارته ، يزرعون الأشواك ، والغدر والخيانه ، دقوا على طبول واهنه ، رقصوا على أنغام الخراب .
من معسكر الصمت خرجوا ، الى معسكر الثرثرة في العراء الطلق، راهنوا على السلام مع الأحتلال، لم يخسروا رهانهم فحسب ، بل خسروا ما فوقهم وما تحتهم ، وما بين أيديهم، ومستقبل ما كنا نعتقد أنها أوطانهم ، وبسحرهم أنقلب العدو الى صديق ، والذئب الى حمل.
وتبقي الأسئلة مفتوحة على كل الجهات ، رهنا" على الزمن القادم ، وهنا تكمن الحقيقة ، لا شىء يزهو فرح رحلة الركاب الا تلال الجبال ، والذهاب الى حتمية الأزدهار ، على القمة تتشكل اللوحة الفنية ، ويحضر القصيد ، يعيد التاريخ القه ، الأمه تنظر من على ، هي الأن الأعلى على قمة جبل وطني الكبير، تسطع الكينوة ، كانها نبرة القلب في صدر طفل ، يهم التقاط الكلمة الأولي ،
هنا للحب لغته ، تنسجم معها مكونات الحياة ، وتتناغم المفاصل في لحظة خلق جديد من على القمة نسمع صوتا" : كيف يستطيع الموتى ان ينعوا الأحياء