نماذح الربيع العربي
تتفاوت الآراء، وتختلف التحليلات حيال الربيع العربي ونتائجه واسبابه منذ عام 2011 ولغاية الان، والتي ما زالت منطقتنا العربية تعيش اثاره وعلى وقعه، الا انه ومها اختلفت المواقف، فان الواقع يشير الى ان الربيع العربي الذي عاد من جديد من بوابة السودان والجزائر شكّل او خلّف نماذح عدة في الدول التي مر بها، يختلف كل منها عن الاخر، على الرغم من ان الاهداف التي كانت جميعها متشابهة، وشعارات تكاد ان تكون واحدة تمثلت في الحرية والعدالة والمساواة.
وقبل ان نخوض بالاسباب التي شكلت هذه النماذج علينا ان نبدأ بها خاصة التونسي الذي اطلق شعبه رصاصة الربيع العربي، ليفرز بعدها شكلا هو الافضل من حيث الديمقراطية والاحتكام لصناديق الاقتراع التي كانت نتائجه هي الفيصل في تشكيل حكوماتها، وتداول السلطة التي تناوب عليها عدة احزاب، استنادا لهذه القاعدة التي قبل فيها التونسيون وتمسكوا فيها وما زالوا على الرغم ان ثورتهم كانت هي الاقل من حيث الزمن .
اما الشكل الثاني هو الوضع الليبي الذي ما زال الشعب يعاني من الحروب والاقتتال والتهحير والتشرد هربا من الحروب المستعرة هناك، التي ما ان تهدأ، حتى تعود من جديد في ظل فصائل مسلحة و تدخلات دولية بحثا عن مصالحها، او صمتا عالميا عما يدور هناك.
اما النموذج المصري الذي يبدو انه اصبح اكثر استقرارا، بعد الانتخابات الاخيرة التي افرزت او اجمعت على رئيسها الحالي للمرة الثانية، بعد ان انضم الجيش الى الشعب ابان حكم حسني مبارك الذي ايضا شكل حالة غير متوقعة وعلينا ان لا ننكرها، عندما تنحى عن الحكم للجيش الذي قاد البلاد لفترة انتقالية امتدت لستة اشهر، جرى بعدها انتخبات فاز فيها محمد مرسي الذي استمر لعام واحد قبل ان يعود السيناريو نفسه، الجيش والشعب ايضا.
أما النموذج السوري الذي بقي رئيسه متمسكا بالحكم مستفيدا من تماسك الجيش من ناحية ومن ناحية اخرى رده الى التدخلات الخارجية بتحالفات دولية قوية ممثلة بروسيا وايران، حيث شكلت الاولى قوة ردع لاي تدخل اجنبي كما ساهمت قواتها وجيشها في محاربة كل الفصائل المسلحة والتنظيمات الارهابية، حيث شكل هذا التحالف القوي الذي ما زال متماسكا لغاية الان انتصارا للنظام السوري الذي بدأ يلتقط انفاسه ويستعد للبناء والنهوض من جديد.
والان وبعد ثماني سنوات تشهد بلدان عربية حراكات بنفس الاهداف والشعارات مستفيدة من تجارب الذين سبقوها عمادها وركنها الاساسي السلمية والمحافظة على مقدرات الشعب .
هذا الشعار الذي يعتبر بمثابة « الجوكر « الذي يكسب بالنهاية ضاربا عرض الحائط بكل المراهنات حول المندسين والتخريب، حيث بدأت تحقق نتائجها وغايتها عندما توصل السودانيون الى اتفاق حول المشاركة بالحكم وصولا الى حكم مدني بعد صولات وجولات افضت الى تنحية رئيسين.
وها هم الجزائريون الذين ما زالت ثورتهم قائمة منذ 5 شهور مستمرون نحو تشكيل نموذج جديد بعد ان قرر الرئيس السابق عدم الترشح لولاية خامسة.
فهل ستفضي هذه الحركات الى نماذج جديدة غير سابقاتها؟
الدستور