الاكونوميست تكتب عن "رجال الملك التعساء"
نشرت مجلة الاكونوميست البريطانية المحافظة اليوم تقريرا عن التغييرات التي حدثت في الأردن، وحمل هذا التقرير عنوانا مثيرا: “رجال الملك التعساء.”
ويتحدث التقرير عن كثرة تغيير الحكومات إذ يرى التقرير أن خسارة الملك لرئيس حكومة واحد ربما يعبر عن سوء طالع أما أن يخسر اثنين في فترة قصيرة فهو تعبير عن عدم الاكتراث. فمنذ شهر شباط العام الماضي خسر الملك ثلاثة رؤساء حكومات على حد تعبير التقرير. وإذا سارت الأمور حسب خطة الملك فأن عدد الحكومات مع نهاية العام سيصل إلى ست حكومات منذ بداية الربيع العربي. ويفيد التقرير أن عدد من الاصلاحيين الأردنيين افادوا بأن الملك قد يسمح للمواطنين بانتخاب حكومة لأنه يبدو غير قادر على ايجاد الشخص المناسب.
استقال عون الخصاونة محتجا على حرمانة من الولاية العامة، فقد أنتقد الخصاونة الصلاحيات الملكية في تعيين وطرد الحكومات قائلا "كان من المفروض أن أقود البلد، ولا يمكن أن أقبل تعليمات من القصر." وكان لوصول الخصاونة لرئاسة الحكومة أثر إذ رفع من آمال الناس في الاصلاحات، وكان قد تعهد بانهاء التزوير في الانتخابات والاشتباك مع الإسلاميين وأن يتعامل مع المطالب الشعبية التي جاءت مع الصحوة العربية.
وقد شعر الخصاونة بالاحباط عندما اكتشف بأنه مجرد واجهة لحكومة ظل تقودها المخابرات، فمحاولته التفاهم مع الإسلاميين قد أصيبت في مقتل بعد أن فرضت السلطات عليه قانون انتخابات حدد عدد المقاعد التي يمكن أن يحصل عليها حزب واحد بخمسة مقاعد على القائمة النسبية. كما أن محاولته انهاء عزلة حماس المنبوذة اردنيا (والتي قام الملك بطردها من قبل) أخفقت، كما أن التحقيقات في الفساد التي تم الحديث عنها بشكل احتفالي وصلت الى نهاياتها، وقد شاهد وزير عدله (الذي لم يكن له حول ولا قوة) قيام محكمة أمن الدولة بسجن صحفي اتهم الملك بالقيام بتعليق التحقيقات في الرشاوى المتعلقة بملف سكن كريم.
وما أن استقال الخصاونة حتى تحول بيته إلى محج من قبل الاصلاحيين الذين أرادوا أن يمتدحوا من قام بتحدي الملك، وقام الملك بدوره بتوبيخ الخصاونة في رسالة كان قد بعث بها اليه يقبل فيها استقالة الخصاونة منتقدا التباطؤ الذي تميزت به الحكومة. فالملك أراد أن يمدد الدورة النيابية لإرضاء النواب من ابناء البادية غير المرتاحين الذي يملأون البرلمان المفصل انتخابيا لهم والذين يملأون اجهزته الأمنية.
وعلى عكس رغبة الملك كان الخصاونة يريد فض الدورة الانتخابية حتى يتمكن من اجراء حوارات بهدوء للحصول على قانون انتخابي أكثر مساواة ويمكن له أن يقنع الإسلاميين والفلسطينيين من الاشتراك في الانتخابات.
وجاء فايز الطراونة كبديل للخصاونة وهو شخصية لا يحبه المواطنون من أصل فلسطيني لأنه هندس اتفاقية وادي عربة في عام ١٩٩٤.
الآن يشعر الملك بالارتياح، الحراك ضعف منذ ان بدا ينتبه للبدو الساخطين مغدقا عليهم بالعطايا والمناصب العسكرية، كما أن الأميركان لم يعودوا متشجعين لتغيرات في الاردن بسبب حالة من عدم التيقن يمر بها الإقليم بشكل عام، وقام الأميركان بزيادة المساعدات المالية للأردن. كما أن السعودية التي تمثل المحرك الرئيس المواجه للثورات العربية دعمت الأردن نقديا ويمكن ان تدفع أكثر في حال قبول الاردن أن تكون ممرا لتزويد الثوار السوريين بالسلاح. وقد تم تأجيل رفع اسعار الكهرباء في الاردن والذي كان مقررا في الأول من أيار حتى تنعم حكومة الطراونة بشهر عسل،
ويختتم التقرير بالقول أن الملك تمكن من شراء وقت اضافي غير أن المساعدات لا يمكن لها أن تستمر للابد، فالدين العام مرتفع، والعجز في الموازنة كبير، والاضرابات شلت مناجم الفوسفات والبوتاس، كما أن الانتخابات الأخيرة في الحركة الاسلامية أدت إلى تعزيز سلطة المتشددين الذين يرفضون التعاون مع الملك.