شهر عسل مر
ايمان العكور
جو 24 :
كانت امامهما خيارات كثيرة لقضاء شهر العسل.. وفي النهاية اتفقا على جزيرة بالي الجميلة في إندونيسيا.. والتي هي الآن المقصد الأول للعرسان حاليا..!
بعد حفلة عرسهما بأيام ودع محمود ملحم الاهل مع عروسه سجى الدحادحة والدنيا لا تسعهما فرحا.. حياة جديدة تنتطرهما.. واحلام رسموها معا منذ التقت عيناهما قبل عمر..!!
ودعا الاهل على أمل لقائهما في البيت الصغير الذي جهزاه وزرعا في كل زاوية منه حكاية.. وضحكة.. وحتى خلاف على اللون او الديكور.
وبعد رحلة طويلة متعبة وصلا الى الفندق وبانتظارهما برنامج حافل من المغامرات والرحلات البحرية.. وهو الذي يعشق السباحة..
دون ان يعلم أن عشقه للبحر.. سوف ينهي أنفاسه.
وكأي شاب ومن على شاطئ معروف في الجزيره حمل محمود لوح السباحة كي يستمتع بركوب الأمواج القريبة من الشاطئ.. لم يعلم أن إحدى تلك الموجات كانت تستعد لابتلاعه..
كانت آخر كلمات عروسه له وهي تلتقط اخر صورة له
" انتبه حبيبي ما تبعد كثير.."
لكنه ابتعد الى مكان لا عودة منه..
مر الوقت وهي جالسة على الشاطيء تنتظره.. بدأت بالخوف والقلق خاصة أن الشاطئ بدا يخلو من الناس.. اعتقدت انها واحدة من مزحاته وهو صاحب المقالب المعروف.. وفي داخلها قالت : بتشوف شو راح اعمل!!
لكن الوقت يمر.. ومحمود لم يعد بعد
وقتها جفلت من الفكرة التي قفزت إلى عقلها.. واسرعت مفزوعة تبحث عن شرطي كي تبلغه غياب محمود..
تحول الموضوع بعدها إلى عملية بحث رسمية من قبل السلطات هناك وصارت الساعات تمر معجونة بالخوف والجنون..
هستيريا مرعبة أصابت العروس .. تصيح بلا وعي.. وينك محمود.. لا تتركني.. انت قلتلي راح نضل لآخر العمر سوا..
ما كانت تعرف ان اخر العمر.. كان قريبا جدا ..!
بعد 24 ساعة من اختفائه.. والبحث عنه
وجدت جثة العريس الشاب
وكان عليها ان تتعرف عليه..!!
سقطت مغشيا عليها.. لااااااااااااا
محمود.. كان البحر بانتطاره
لم يعلم انه وبقدر جماله وسحره.. هو أكبر غدار
هاجمته موجة مليئة برائحة الموت
سحبته إلى أسفل البحر.. واطبقت عليه
صاح : دعيني اعود ارجوكي.. عروسي تنتظرني
ارجووووووكي... ارجووووكي
ثم سكت للمرة الأخيرة..
سجى ستعود مع تابوت عريسها. بدلا من صندوق ذكريات وصور لشهر العسل..!
سجى ستتلقى التعازي بزوجها بدلا من التهاني بزواجهما..
سجى ستغلق بيتها الذي لم تسكنه بعد.. لان رائحة محمود في كل زاوية ستقتلها مليون مرة.!
قلبي معك.. موجعة حد القهر مأساتك
ما اصعبها من فاجعة..
ما ابشعك يا موت.. تسرق منا الأحبة بلا موعد
لا تترك لما فرصة للوداع..
الله يرحم العريس الشاب.. ويصبر قلب أهله وزوجته..
انا لله وانا اليه راجعون
ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم..
#ملاحظة
طبعا المقال هو اجتهاد أدبي للحظات اعلم انها مؤلمة جداً..
لم اسرق الصور من بروفايلات خاصة كما يتهمني البعض بل هي منشورة على قصة في صحيفة Daily Mail
اعلم مدى الألم الذي يعتصر قلب أسرة المرحوم.. ربنا يكون معهم
وافهم اكثر وجع زوجته التي تعود إلى بيتها بدونه.. فقد عشت هذه اللحظات قبل ٣ سنوات عندما فقدت زوجي في كندا ودفن هناك وعدت بدونه.. انا والذكريات
اعتذر ان كان ما كتبته وتخيلته قد يؤلم الاهل المفجوعين.. لا نية مقصودة اكيد
كل ما في الأمر.. أن الحادثة المتني وشعرت بنفسي أقف مكانها..
مرة ثانية.. الله يرحمه شهيد عند الله
وربنا يهون الوجع والحسرة اللي بقلوب اهله..