نحتاج لردود أخرى!
حسين الرواشدة
جو 24 : ما الذي يمنع إسرائيل من أن تدك “قلب” دمشق؟ وما الذي يمنع قطعان المستوطنين من ان يقتحموا ساحات الأقصى المبارك؟ لا شيء، بالطبع، فقد تحول عالمنا العربي الى “ملطشة” بعد ان ادار وجهه لتلقي المزيد من “الصفعات” دون أن يرف له جفن.
المشكلة ليست في “إسرائيل”، تلك التي استأسدت علينا ونجحت باختراقنا، وحولتنا الى “متسولين” يسعون الى كسب رضاها، ولكن المشكلة في “ذاتنا” العربية المهزومة، وفي قابليتنا للتبعية والاسترقاق وفي “ارث” الاستعباد والاستبداد الذي أثقل ظهور شعوبنا، وأشغلها بالبحث عن حريتها وكرامتها بدل مواجهة عدوها الذي يتربص بها من كل اتجاه.
كدنا نطمئن الى ان “الربيع” العربي سيقلب معادلاتنا السياسية، وسيفتح الباب امام الشعوب لتواجه اعداءها خارج الحدود، وسينقل عدوى “الثورة” الى داخل فلسطين، لكن ما حدث - للأسف - كان عكس ذلك تماما، فقد “غرقت” عواصم الثورات بهمومها ومشكلاتها، وانقسمت مجتمعاتها على نفسها، وتمكن خصومها من اختراقها في محاولات جادة لإجهاضها، ولم يجد البعض بدا من “مدّ” اليد للعدو الغاصب خوفا من تكالب القوى الخارجي عليه.. وبذلك خرجت تل ابيب “منتصرة” حتى بعد ان فقدت “اهم كنوزها” الاستراتيجية في المنطقة، ووجدت في هذه الفوضى العربية الممتدة مجالا لـ”التدخل” والعبث، ومناسبة “للاستقواء” وفرض ما يلزم من شروط لـ”التسوية” او غيرها.
كان يمكن ان تكون “اسرائيل” ابرز الخاسرين بعد أن استيقظت الشعوب على حقيقة “أنظمتها” واسقطت “الميادين” المزيد من الكراسي، لكن يد “الخارج” كانت اقوى، وهشاشة مجتمعاتنا وقابليتها للانقسام كانت - ايضا - تكفي لإعادة عقارب الساعة للوراء، فقد اشتغلت “ماكينات” اجهاض الثورات منذ اليوم على غفلة من نخبنا ومجتمعاتنا، وبينما كنا “نعيد” اناشيد النصر ونحتفي بالقادمين، كانوا هم “يجهزون” انفسهم لمواجهة “ساعة” التاريخ ووقفها، وأخشى ما أخشاه أن ينجحوا بتحويل ثوراتنا ومواسم صحوتنا الى “مآتم” يقيمون عليها اعراسهم غير المباركة.
اسوأ ما يمكن ان نفعله في الرد على “العدوان” الإسرائيلي ان ننساق الى الحماسة او نهدد ونتوعد وكفى الله “اقطارنا” القتال، فلقد جربنا تلك “الوصفات” ولم تنجز شيئا، لكن المطلوب - الآن - هو ان نتحرر من “وهم” الخديعة، اولا من خلال “وحدة” الجبهات الداخلية والانحياز لإرادة الشعوب، وثانيا من خلال “لم الشمل” لأمتنا كلها، والخروج نهائيا من منطق “الأحلاف” والصدامات الطائفية والدينية، وثالثا من خلال الانتصار لحرية الناس وحقهم في الديمقراطية والعدالة سواء في البلاد التي انجزت ثوراتها او التي تبحث عن اصلاح اوضاعها، ورابعا من خلال وقف الانقسام والاحتراب بين النخب بشتى اطيافها وألوانها السياسية، فقد تعبت مجتمعاتنا من تلك الانقسامات وكادت ان تخسر ثوراتها بسببها، وخامسا من خلال استعادة القرار الوطني والعربي والاستفادة من تجارب الدول التي نجحت بصناعة “الاستقلال” الحقيقي واستثمرت في شعوبها بدل ان تستثمر في الأجنبي. وتخضع لمقرراته المسمومة.
كل ما نراه ونسمعه في اقطارنا العربية لن يحرك “شعرة” في رأس جنرالات تل ابيب، وما لم نتحرك باتجاه “الاستقواء” بشعوبنا بعد التصالح معها وإعادة حقوقها اليها، فسنظل في مربع “الاستهداف” سواء من إسرائيل او من غيرها.. “إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم”.
(الدستور)
المشكلة ليست في “إسرائيل”، تلك التي استأسدت علينا ونجحت باختراقنا، وحولتنا الى “متسولين” يسعون الى كسب رضاها، ولكن المشكلة في “ذاتنا” العربية المهزومة، وفي قابليتنا للتبعية والاسترقاق وفي “ارث” الاستعباد والاستبداد الذي أثقل ظهور شعوبنا، وأشغلها بالبحث عن حريتها وكرامتها بدل مواجهة عدوها الذي يتربص بها من كل اتجاه.
كدنا نطمئن الى ان “الربيع” العربي سيقلب معادلاتنا السياسية، وسيفتح الباب امام الشعوب لتواجه اعداءها خارج الحدود، وسينقل عدوى “الثورة” الى داخل فلسطين، لكن ما حدث - للأسف - كان عكس ذلك تماما، فقد “غرقت” عواصم الثورات بهمومها ومشكلاتها، وانقسمت مجتمعاتها على نفسها، وتمكن خصومها من اختراقها في محاولات جادة لإجهاضها، ولم يجد البعض بدا من “مدّ” اليد للعدو الغاصب خوفا من تكالب القوى الخارجي عليه.. وبذلك خرجت تل ابيب “منتصرة” حتى بعد ان فقدت “اهم كنوزها” الاستراتيجية في المنطقة، ووجدت في هذه الفوضى العربية الممتدة مجالا لـ”التدخل” والعبث، ومناسبة “للاستقواء” وفرض ما يلزم من شروط لـ”التسوية” او غيرها.
كان يمكن ان تكون “اسرائيل” ابرز الخاسرين بعد أن استيقظت الشعوب على حقيقة “أنظمتها” واسقطت “الميادين” المزيد من الكراسي، لكن يد “الخارج” كانت اقوى، وهشاشة مجتمعاتنا وقابليتها للانقسام كانت - ايضا - تكفي لإعادة عقارب الساعة للوراء، فقد اشتغلت “ماكينات” اجهاض الثورات منذ اليوم على غفلة من نخبنا ومجتمعاتنا، وبينما كنا “نعيد” اناشيد النصر ونحتفي بالقادمين، كانوا هم “يجهزون” انفسهم لمواجهة “ساعة” التاريخ ووقفها، وأخشى ما أخشاه أن ينجحوا بتحويل ثوراتنا ومواسم صحوتنا الى “مآتم” يقيمون عليها اعراسهم غير المباركة.
اسوأ ما يمكن ان نفعله في الرد على “العدوان” الإسرائيلي ان ننساق الى الحماسة او نهدد ونتوعد وكفى الله “اقطارنا” القتال، فلقد جربنا تلك “الوصفات” ولم تنجز شيئا، لكن المطلوب - الآن - هو ان نتحرر من “وهم” الخديعة، اولا من خلال “وحدة” الجبهات الداخلية والانحياز لإرادة الشعوب، وثانيا من خلال “لم الشمل” لأمتنا كلها، والخروج نهائيا من منطق “الأحلاف” والصدامات الطائفية والدينية، وثالثا من خلال الانتصار لحرية الناس وحقهم في الديمقراطية والعدالة سواء في البلاد التي انجزت ثوراتها او التي تبحث عن اصلاح اوضاعها، ورابعا من خلال وقف الانقسام والاحتراب بين النخب بشتى اطيافها وألوانها السياسية، فقد تعبت مجتمعاتنا من تلك الانقسامات وكادت ان تخسر ثوراتها بسببها، وخامسا من خلال استعادة القرار الوطني والعربي والاستفادة من تجارب الدول التي نجحت بصناعة “الاستقلال” الحقيقي واستثمرت في شعوبها بدل ان تستثمر في الأجنبي. وتخضع لمقرراته المسمومة.
كل ما نراه ونسمعه في اقطارنا العربية لن يحرك “شعرة” في رأس جنرالات تل ابيب، وما لم نتحرك باتجاه “الاستقواء” بشعوبنا بعد التصالح معها وإعادة حقوقها اليها، فسنظل في مربع “الاستهداف” سواء من إسرائيل او من غيرها.. “إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم”.
(الدستور)