على مائدة "الفطور".. "كومستير" مستوزر !!
كتب تامر خرمه
رئيس الوزراء المعاد تكليفه د. عبدالله النسور، أتقن تماما لعبة الاختباء خلف الملك، بعد أن أنقذه صاحب القرار من مأزق الوعود التي منحها للنوّاب المستوزرين، غير أن أعضاء المجلس النيابي اضطروا للخروج من "بين الخبّيزة" دون أيّ "ستر" وزاريّ يداري سوءة العشق الممنوع للحقائب الوزاريّة، التي داعبت طموحاتهم في صفقة الثقة.
يميل البعض في تحليل هذه اللعبة إلى الاستناد لسيناريو تقليدي يفيد بأن النسور، الذي أراد أن يثبت للأردنيين أنّه صاحب القرار "الأقوى من المخابرات"، مضى وحده في لعبة توزير النوّاب من أجل الحصول على الثقة، وربّما كان يميل إلى توزير بعض المقرّبين، إلا أن هناك سيناريو مختلف تماما رسمه عدد من الصحافيّين وكتّاب "الولاء والانتماء" للنسور الذي كان مدركا منذ البداية استحالة نجاحه بتوزير أيّ من النوّاب، وأنّه استخدم هذه الورقة فقط من أجل المرور مجدّدا إلى "زعامة" الدوّار الرابع. وبعد تورّطه في وعود أكبر من صلاحيّاته، لجأ النسور إلى بعض الكتّاب الذين نصحوه بالاختباء خلف الملك.. فكان ما كان، وصدر القرار بدعوة النوّاب إلى القصر لتبديد أوهام "الاستوزار".
بعض النوّاب، كحازم قشوع، وعاطف الطراونة، وغيرهما من أعضاء المجلس النيابي، وخاصّة أعضاء كتلتيّ "التجمّع" و"الوسط الإسلامي"، قرّروا خوض صفقة الثقة بكلّ ما أوتيت طموحاتهم من خيال جامح، ولا ندري كيف يمكن ان تتجسّد ردود أفعالهم تحت قبّة البرلمان بعد أن تخلّى عنهم النسور وتركهم مكشوفين دون أي غطاء وزاريّ في لعبة "الكومستير".
توزير النوّاب لن يكون حلاّ للأزمة الخانقة التي تشهدها البلاد، ولا يمكن له بأيّ حال من الأحوال أن يقود إلى تشكيل الحكومات النيابيّة، نظراً لآليّة تشكيل البرلمان وتعيين السلطة التنفيذيّة، وكذلك الآليّة التي استند إليها النسور، وقبله رئيس الديوان الملكي فايز الطراونة، في ممارسة لعبة المشاورات.. ولكن ترك المجلس النيابي مكشوفاًً على هذا النحو لن يقود أيضا سوى لتفاقم الأزمة، بعد أن فقد الوجود الصوري للسلطة التشريعيّة كافّة مبرّراته، وبات رقص "الطامحين" على حبال السيرك السياسي أكثر رداءة من أيّ وقت مضى.
واللافت في دعوة الإفطار التي تحطّمت خلالها أحلام النوّاب وأصيب غالبيّتهم بعد تناول وجبتهم بخيبة الأمل، أن الملك قرّر إهداء "مسدّس" للنائب يحيى سعود، طالبا منه عدم استخدامه تحت القبّة !! وفقا لما تمّ تناقله من أنباء.
وبعيداً عن سيناريوهات ما حصل ونتائح ما سيحصل، فإن رحلة النواب الى القصر لإخبارهم بأن اللّعبة انتهت ولا فرصة لهم بالتوزير قد لا تمثّل جوهر المسألة.. فالسؤال الأهم الذي يطرح نفسه هنا: هل كان الإفطار لذيذا.. كما أن السؤال الآخر الذي لا يقلّ اهميّة عن سابقه: من كان سائق حافلة النواب الى القصر ؟ وما هي الأغاني التي كان يردّدها النواب خلال الرحلة ؟!!