jo24_banner
jo24_banner

ماذا فعلنا بالإصلاح السياسي؟

نسيم عنيزات
جو 24 :


كان الهم الاول للحكومة منذ تشكيلها قبل ١٤ شهرا، هو الملف الاقتصادي والاصلاح المالي وزيادة معدلات النمو وإيجاد بيئة استثمارية جاذبة لتخفيض معدلات البطالة وتحسين الضروف المعيشية للناس' وانخفاض المديونية العامة والعجز في الموازنة.

في حين أن الملف السياسي فانه لم يكن حاضرا بقوة على طاولة الحكومة الحالية التي انشغلت بالملف الاول واضعة جل جهودها فيه الذي لم يشعر المواطن لغاية الان اي تحسن ملموس الا ارتفاع المديونية والبطالة وأصبحت أوضاعه الاقتصادية أكثر سوء.

في حين أن الملف السياسي فما زال يراوح مكانه كما كان قبل هذه الحكومة التي لم تأتي بجديد منذ تسلمها دفة القيادة، فها هو قانون الانتخاب كما هو ولا يوجد في نية الحكومة تغييره الا من بعض التعديلات الشكلية التي لن تسهم في الاصلاح السياسي وتشجيع المشاركة نحو حكومة منتخبة في المستقبل.

اما الرافعة الأخرى في الاصلاح السياسي وهو قانون الأحزاب الذي أثبت عدم قدرته على تفعيل المشاركة فيبدو انه باق على حاله الا اذا اعتبرنا أن تعديل نظام تمويلها وتوجيه الدعم نحو المشاركة المربوطة بعدد المقاعد التي يحصل عليها الحزب في البرلمان واللامركزية إصلاحا سياسيا، على الرغم من أن هذا سيعق الاحزاب ، لان المطلوب قبل ذلك تهيئة الارضية الصلبة ووجود إرادة حقيقية لتفعيلها والنهوض بها ، بعد ان ثبت من الواقع العملي القانوني الاحزاب والانتخاب عدم قدرتها على ذلك.

اما موضوع اللامركزية التي ما زال أعضاؤها دون مقرات على الرغم من مرور ما يقارب ال ٣ سنوات على انتخابهم فما زالوا يعانون من التهميش وعدم الأخذ بكثير من توصياتهم في موضوع موازنة المحافظات وتوجيهها نحو المشاريع التي يقترحونها مع وجو نواب يشعرون أن أعضاء اللامركزية ينافسونهم في دورهم الخدماتي.

إذن اين هو الاصلاح وما هو الإنجاز في هذا الملف الا اذا اعتبرنا قانون جمع الأسلحة إصلاحا او تعديل قانون الصمان الاجتماعي له علاقة في البعد السياسي؟

ام ان التهميش وحالة التوهان التي تعيشها احزابنا وعدم قدرتها على تطوير أداءها يعتبر إصلاحا سياسيا؟

ان المشوار ما زال طويلا أمامنا اذا استمرينا على هذا المنوال والسير ببطء في تحقيق نقلة نوعية في اي محور من المحاور الرئيسية الاقتصاد والسياسة والخدمات خاصة في ظل انعدام حالة الثقة لدى المواطن.

ان الاصلاح السياسي يبدأ اولا بحوار وطني شامل بعد تشكيل لجنة من نخب تضع الأهداف لنشرع بعدها بالعمل نحو الاصلاح المنشود..
 
تابعو الأردن 24 على google news