jo24_banner
jo24_banner

لا تنسوا الماضي

نسيم عنيزات
جو 24 :

تغيرات اجتماعية دخلت على مجتمعنا اثرت في كل تفاصيل حياته من عادات وتقاليد لا بل تدخلت احيانا في القيم والقناعات، انعسكت على السلوك الانساني والاجتماعي في جميع القضايا الحياتية التي لم تكن موجودة اصلا ولا تمس واقعنا وطبيعتنا.
من الذي ساهم في هذا التحول؟ هل هي الحياة وتطوراتها وما صاحبها من ظروف جديدة اثرت على معتقداتنا وأصابت الداخل والجوهر؟ ام ان الانفصال عن الماضي والتعلق بالتطور والتحديث؟ وكأن هذا يعني نسياننا للماضي والانفصال عنه حتى تداخلت الأجيال وتشابكت الافكار.
قد يكون لهاثنا وانبهارنا بسرعة التقدم وما وصل له العالم من حولنا جعلتنا نغير واقعنا ونقفز عن كثير من المحطات دون ربط ذلك بالماضي، لان التحديث والازدهار يجب ان يكون مبنيا على ما انجز لا التنكر له، متناسين ان عمر دولتنا لم يتجاوز المئة عام.
 حتى بتنا نفتقد الى تلك المسلسلات الاردنية باللهجة المحلية و البدوية التي كانت تعايش المجتمع وتجمعه حولها كل مساء / كنمر بن عدوان ورأس علي ومعقولة يا ناس. متسائلين لما لم نعد ننتج كهذه المواضيع؟
لقد تركنا الماضي وانفصلنا عنه فلم نعد نسمع اي جديد من القصائد والاشعار الوطنية التي تتغنى بالاردن،
و بعدنا عن الأرض ونسينا ان ضربة الفأس هي التي ستعمر وتسقي هي التي تبنى وتأمنا من جوع، وتزرعنا في الأرض وتعلمنا قيمة الوطن والانتماء.
أصبحت كل امورنا محاسبية تديرها الالة الحاسبة وأصبحت بعض المهن الانسانية عند البعض مجرد مال لا مهنة إنسانية، و ننظر إلى المرأة كرقم نتعامل معها كجسد دون النظر إلى أنوثتها وانسانيتها وأنها ام واخت ومربية. وصانعة أجيال وفي المقابل نرى في المحاكم ونسمع ان الفتاة تقاضي والدها بحجة الحرية.
وغزا التواصل الاجتماعي والهاتف المحمول منازلنا و بيوتنا وبين ايدي الأبناء صغارا وكبارا ينشغل كل واحد فينا بما يحتويه من أفكار وسلوكيات واخبار، منها ما يناسبنا ومنه ما هو بعيدا عن أفكارنا،
المناهج المدرسية التي تربينا عليها وأنشأت جيل الاردنيين الوطنيين والقادة الذين حفظوا تاريخ الاردن عن ظهر قلب، وتعلموا معنى الوطن وحمايته، دون مقابل، أصبحت الآن لا تنسجم مع واقعنا فأصبحنا نعاني الازدواجية في السلوك والعادات.
دخل علينا من هم ليسوا منا ولم يعيشوا معنا فطبقوا افكارهم الشخصية التي اكتسبوها من الخارج او قرأوها في الكتب متناسين بأن لكل مجتمع طبيعته ولكل مكون ظروفه، فجاؤوا في الوقت غير المناسب والظرف غير الملائم، فاي تقدم هذا؟
فما اجمل ان نعود الى الماضي، ونربطه بحاضرنا لنرسم جميعا مستقبلنا

 
 
تابعو الأردن 24 على google news