اضراب المعلمين
حاتم رشيد
جو 24 :
غالبية المواطنين تساند مطالب المعلمين بتحسين أوضاعهم المعيشية . ومن المؤكد انهم مارسوا حتى الآن ضغطا غير مسبوق في تاريخ الاحتجاجات المطلبية .ان اضرابهم المتواصل اثر عمليا على ملايين التلاميذ والطلاب وعلى عائلاتهم.عمليا الاضراب يمس الحياة اليومية للمجتمع . وبالتالي فإن الاضراب من حيث التاثير يعتبر استثنائيا.
لكن استمرار الاضراب للاسبوع الثالث بات باعثا على القلق.
من المكن ان يتوقف الاضراب عند هذا الحد وبالتوازي تستمر المفاوضات مع ممثلي الحكومة مع منحها مهلة محددة . وفي حال فشل المفاوضات يمكن ان يتجدد الاضراب كآخر الخيارات.
تتحمل الحكومة الحالية والحكومات السابقة مسؤولية المستوى المعيشي المتردي لمعظم المواطنين بمن فيهم المعلمون والمعلمات.
استمرار الاضراب يتحول سريعا من اداة تفاوضية ضاغطة الى المس الضار بمصالح واستقرارالوف العائلات ومستقبل التلاميذ والطلاب وفي غالبيتهم ينتمون للفئات الفقيرة في المجتمع. خاصة في القرى والمخيمات واحياء المدن الفقيرة.
وليس اقل خطورة من تحول الاضراب الى ساحة اشتباك تتبادل بواسطته مراكز القوى المتنافسة فى الجسم الفضفاض للنظام اللكمات والضربات. وربما يستطيع المراقب ان يقرأ المحاولات لاستخدام الاضراب للضغط المتبادل بين هذه القوى عديمة الصوت قوية التأثير.
لا اعرف ما اذا كان الاضراب في هذه المرحلة شق طريقه الخاص ليقود النقابة ام ان النقابة ما زالت تمسك بقيادة الاضراب.
بعد هذه المدة الطويلة من الاضراب من المفيد لنا جميعا ان نقيم ونتأمل ما هو الانسب والاعدل لتحقيق مصالح كافة الاطراف واولها مصالح المعلمين .
فوتت نقابة المعلمين فرصة الربط بين الغرض المطلبي والغرض الشمولي لبناء منظومة تعليم حديثة تنهض بالمجتمع وتنقله لمصاف المجتمعات المتقدمة والمستنيرة. فجاء الاضراب نشطا على مساحة مطلبية محدودة رغم مشروعيتها.بينما فوت المجتمع فرصة كبرى للتغيير والتصحيح.
لقد كشف الاضراب مرة اخرى عجز المجتمع عبر قواه المسيسة عن استغلال لحظة مواتية ليفرض مشروع تغيير شامل يصحح الاختلالات الهيكلية التي كرستها بنية النظام في العقود الأخيرة.