jo24_banner
jo24_banner

بين حانة ومانة ضاعت لحانا

الدكتور محمد كامل القرعان
جو 24 :
 تزوج رجل بامرأتين إحداهما اسمها حانة والثانية اسمها مانة، وكانت حانة صغيرة في السن لا تتجاوز العشرين بخلاف مانة التي كان يزيد عمرها على الخمسين والشيب لعب برأسها.
فكان كلما دخل إلى حجرة حانة تنظر إلى لحيته وتنـزع منها كل شعرة بيضاء. وتقول: "يصعب عليَّ عندما أرى الشعر الشائب يلعب بهذه اللحية الجميلة وأنت مازلت شاباً، ". فيذهب الرجل إلى حجرة مانة فتمسك لحيته هي الأخرى وتنـزع منها الشعر الأسود وهي تقول له: "يُكدِّرني أن أرى شعراً أسود بلحيتك وأنت رجل كبير السن جليل القدر" .
ودام حال الرجل على هذا المنوال إلى أن نظر في المرآة يوماً؛ فرأى بها نقصاً عظيماً، فمسك لحيته بعنف وقال: "بين حانة ومانة ضاعت لحانا" . وهكذا هو الحال بالنسبة لطلبتنا فقد ضاع حظهم من التعليم، واوشك الفصل على الاغلاق وما زالت نقابة المعلمين والحكومة ما بين مد وجزر، مفاوضات، محادثات، باب الحوار مفتوح ، وبعد كل جلسة يخرج الطرفان متخاصمين واشد قساوة من ذي قبل وكل كتمترس خلف قضبان مطالبه، بدون اتفاق، فلا توجد منطقة متوسطة يقيف عليها الاثنان، بل بالعكس من ذلك كل طرف يحاول شد الاخر لداىرته، وكأننا نعيش لعبة شد الحيل، فاين اذا مصير الطلبة الذين بدى على وجوههم الاحباط وحالهم حال التائهه الضائع الهائم الذي أضاع ضآلته، وما ينطبق على حانه ومانه، ينطبق تماما وبكل تفاصيله على حال الطالب، ما بين النقابة وما بين الحكومة، فالكل يقيس حسب قناعاته ومبرراته، والاسير (الطالب) ، ينتظر الفرج.
تابعو الأردن 24 على google news