اضراب المعلمين وصراع قوى النظام.
حاتم رشيد
جو 24 :
التخيل مسموح به.والفرضيات السياسية ايضا معمول بها.
الاغلبية المجتمعية تدعم الاضراب المطلبي للمعلمين.والى حد ما تبدو الاصوات الناقدة والمتحفظة خجولة
للغاية.الصوت الناقد مثلا لمدة الاضراب سيبدو وكأنه يتحدى شبه الاجماع.سيصطدم مع تسونامي شعبي وشعبوي معا داعم للاضراب.
اعتقد ان من حقنا ان نناقش مشروعية اضراب يمس المجتمع في صميم تفاصيل حياته اليومية.
لاشك أن مطالبة المعلمين بتحسين احوالهم المعيشية محقة وعادلة. ومن نافلة القول التذكير بان معظم المواطنين يعانون من تردي مستوى معيشتهم.واغلبيتهم ناقمون على الحكومة الحالية والسابقة والقادمة.وهذا يفسر دعمهم للاضراب.
ثمة شك حقيقي بأن الاغلبية ستدعم اضرابا ممتدا ومفتوحا.
السؤال من ناحيتي افتراضي وهو هل هناك جهات نافذة في جسم النظام لها مصلحة في الاضراب واستمراريته .لا اجزم لكني اطرح السؤال على ضوء ممارسات سابقة .كيف نفسر هذا المستوى من العناد والتصميم وطول النفس في مجتمع تحسم تبايناته وخلافاته عادة بالتراضي وتفعيل مألوف لبنيته الاجتماعية التقليدية وحتى العشائرية.
ما الذي استجد ليصبح لدينا نقابات اشد بأسا ومراسا من نقابات اوروبا اليسارية بل البلشفية.
اسقاط حكومة اردنية لا يتطلب كل هذا الزخم وكلفته اقل بكثير.اسقاطها مع الاسف لن يأتي ببديل افضل لان الازمة ابعد بكثير والكل يعرف جذور الازمة والحلول مشخصة لكن لا احد يجرؤ على المغامرة السياسية في بيئة اقليمية تستعر نارا ودمارا .
ما كان همسا اصبح صراخا وضجيجا.في خلفية الاضراب اشير بداية وهمسا الى اكاديمية الملكة رانيا . الان الامر كله مطروح امام الرأي العام الوطني.
لماذا التستر على الامر.ليطرح نقاش معلن بمشاركة النقابة والوزارة المعنية اي التربية والتعليم.والجهات ذات الصلة الرسمية ومن المجتمع المدني.ويمكن التوصل الى موقف مسؤول من الأكاديمية وكيفية تسييرها ودورها وميزانيتها وتبعيتها للوزارة الام المعنية بالتعليم.
لماذا استمرار الالتفاف على الامر وقد أصبح معلوما للراي العام .الا تستطيع الجهات ذات الصلة ان تنظم وتدير حوارا بناءا ومسؤولا ينصف المجتمع ويغنيه عن هذه الفوضى التي تستنزفه بغير ضرورة.
لماذا لا تبادر الحكومة ممثلة بوزارة الترببة نفسها بادارة هذا الحوار الهادف وتقييم مجمل دور الاكاديمية واتخاذ القرار الذي يصب في مصلحة المعلم والتعليم والصالح العام.
تابعو الأردن 24 على 
