انتقادات واسعة للتعاطي الحكومي مع ازمة اضراب المعلمين.. ووزراء سابقون يحذّرون من كلفة التصعيد
جو 24 :
وائل عكور - يواصل وسم #مع_المعلم تصدر مواقع التواصل الاجتماعي، وقائمة الاكثر تداولا في الأردن عبر تويتر، وذلك بعد اصرار الحكومة على موقفها المتعنّت -بحسب مغرّدين- تجاه مطالب المعلمين، بل واستمرار حملات التجييش التي أدت لتسجيل حالات اعتداء جديدة على عدة مدارس إناث بالاضافة لاعتقال عدد من المعلمين والمعلمات قبل الافراج عنهم لاحقا.
وكشف منشور للوزير والعين والنائب السابق، الدكتور بسام العموش، عن حجم تعنّت الحكومة في الاستماع لأي مبادرة أو وساطة، فقال: "تدخلت لجنة ضمّت معالي الدكتور فايز الخصاونة، ومعالي الدكتور محمد عدينات، ومعالي الدكتور ابراهيم الجازي، والفريق الدكتور قاصد محمود، والدكتور بسام العموش، والتقينا نقابة المعلمين لساعتين، ووجدنا المرونة وحمّلونا رقما أقلّ من الـ50، اتصلنا برئيس الوزراء لكنه لم يقبل أن يلتقي بنا وشكرنا على مشاعرنا، كان هذا في بداية الأسبوع الثاني، للأمانة التعنّت حكومي".
ووجه الوزير السابق صبر ي اربيحات رسالة تحذير بعد الاعتداءات التي وقعت على المعلمين والتصعيد من قبل الحكومة، فقال: "ارسال بدلاء إلى المدارس وصفة لافتعال العنف والمشاجرات يكفي مغامرات، قبل أن يُتبع ذلك بمنشور قال فيه: "لا لافتعال الفوضى، لا لتأجيج العنف، أوقفوا تدخل البلطجية، الخطاب الأخلاقي أكثر جدوى واقناعا".
ورأى الكاتب واستاذ العلوم السياسية، الدكتور حسن البراري، أن "جوهر المسألة تكمن في ما حذّرنا منه منذ عام 2007، الشعب لا يثق بالحكومات، ولم يسبق أن اختبرت فجوة الثقة كما هو اليوم، الغالبية الساحقة من الشعب في واد، والأقلية إياها في واد آخر"، فيما علّق على الاعتداءات التي وقعت على المعلمين اليوم بالتساؤل: "إلى هذا الحدّ وصل الافلاس والاسفاف؟!".
ولفت إلى الأزمة كشفت عن بنية ذهنية عرفية لم تفهم معنى ادارة الأزمة، معتبراً هزيمة المعلمين هزيمة للمجتمع الأردني الذي يتماهي في أغلبيته الساحقة مع مطالب المعلمين.
وقال البراري في منشور آخر عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" إن الأزمة كشفت انعدام الحيلة لدى الحكومة "التي لا تشبهنا ولا تمثلنا"، متسائلا: "كيف لهذه الحكومة أن تدافع عنا في صفقة القرن وهي عاجزة عن ادارة أزمة لو كان لدينا حكماء وعقلاء لما وصلت إلى ما وصلت إليه"، مختتما حديثه بالاشادة بـ "الوعي الشعبي الذي لا يقبل إلا أن يكون في الجانب الصحيح من التاريخ".
من جانبه نشر الخبير الاقتصادي، الدكتور معن القطامين، عبر صفحته على "فيسبوك" عبارة مقتضبة علّق فيها على أحداث الثلاثاء قائلا: "الدولة تترنّح".
ووجّه القطامين في منشور سابق انتقادا لاذاعا للرئيس الرزاز على خلفية تصريحاته الأخيرة، فقال إن رئيس الوزراء "أجهز على مصداقية نظام الخدمة المدنية بنسبة 100% بعد أن اعتبره مشوّهاً، مضيفا: "لقد استلمت منصب رئيس الوزراء منذ 14/ 06/ 2018، لماذا لم تبدأ بمعالجة هذا التشوّه؟ لماذا لم يكن ضمن أولويات النهضة الواهنة؟ هل تعلم أنك اليوم أجهزت على مصداقية نظام الخدمة المدنية 100% ولن يقبل به اي شخص عامل في الحكومة منذ هذه اللحظة؟ الا يعتبر هذا تدميراً لمبدأ العدالة ودولة الانتاج التي تتحدث عنها صبح مساء؟".
ورأى الاعلامي، عمر عياصرة، أن رئيس الوزراء أصبح "يلعب بالنار" بعد حملة الاعتقالات التي طالت معلمين ومعلمات، فقال: "استدعاء المعلمة دلال العياصر في الزرقاء والافراج عنها بعد فزعة زملائها، الرزاز يلعب بالنار.. ما جرى اليوم عار كبير".
وفي تعليقه على التزام المعلمين بالاضراب امتثالا لقرار مجلس نقابتهم، دعا العياصرة الرزاز للحوار مع المعلمين قائلا: "دولة الرئيس، المعلم فاز اليوم أيضا، غلبوك، حاورهم، فالرجوع عن التناحة فضيلة".
وغرّد مدير مركز الفينيق للدراسات الاقتصادية، أحمد عوض عبر صفحته على "تويتر" قائلا إن مستويات أجور المعلمين منخفضة، والأجور بشكل عام في الأردن منخفضة وغير كافية لمتطلبات الحياة الأساسية، والتفاوت الاجتماعي يتفاقم، وفي الأفق انفجارات اجتماعية لن تستطيع الاساليب الادارية منع حدوثها.
وفي ذات السياق، طالب المحلل السياسي الدكتور منذر الحوارات باقالة حكومة الرزاز قائلا: "أمام السلوك غير المسؤول للحكومة، ستبدأ الأزمة بالتوسع، وسرعان ما سينضم للمعلمين مظلومون جدد، والله اعلم بالعواقب، أقيلوا الحكومة قبل أن تُشعل الشرارة وقود القهر الرابض في الانتظار.. المعلمون على حقّ، كلّ الحق".
وتساءل المعلم والكاتب السياسي، علي الحراسيس، عن الظاهرة التي انتشرت في بعض مناطق المملكة جراء الاعتداءات على مدارس الاناث، حيث قام الأهالي بتشكيل "لجان شعبية" لحماية المدارس من المعتدين، فقال: "هل يعقل في "عهد النهضة" أن يتداعى الناس لتشكيل لجان شعبية لحماية أخواتهم المعلمات في المدارس من تحرش المسؤولين وبنات الليل؟!".
وأكدت أمين عام الجنة الوطنية الأردنية لشؤون المرأة، سلمى النمس، رفضها أي فعل ايذاء أو بلطجة أو تهديد للمعلمات أو في مدارس الاناث، مؤكدة في تغريدتها دعم أي جهد لتأمين الحماية لهن والملاحقة القانونية لكل من يقوم بذلك.