مشكلة مبادرة «زمزم»
حسين الرواشدة
جو 24 : مشكلة مبادرة “زمزم” انها خرجت من “رحم” الاخوان المسلمين في عملية “قيصرية” ثم حين ولدت بادروا على الفور الى “اشهار” براءتهم منها وتوعدوا “آباءها” بالعقاب.
الجماعة شعرت حينها بأن وراء “المبادرة” قوى تحاول ان تشق صفوف الحركة وتضعف حضورها ونفوذها، والقائمون على المبادرة احسّوا بأن اطارات الجماعة ضاقت كثيرا على حركتهم، وبأن العمل من اجل البلد لا يحتاج الى اذن من احد، وعند هذه النقطة حدت الصدام “الصامت” ومع انه لا يوجد حتى الآن رغبة لدى الطرفين في تفعيله لكنه –على ما يبدو- جاهز في اي لحظة للانفجار.
حين يتحدث مهندس “المبادرة” د. رحيل الغرايبة عن “بناء” الاردن من خلال تمكين المجتمع واطلاق مشروع وطني بمرجعية اسلامية لا تمتلك الا ان “تؤمن” بالفكرة، فقد “اتعبتنا” الثنائيات القاتلة التي استخدمت كفزاعات لإعاقة تطور دولتنا ومجتمعنا، لكن حين تسأله: وماذا لو انتهى المطاف “بتصديع” جبهة الاخوان؟ والاخوان –هنا- ليسوا “تنظيما” وحسب، وانما “حالة” نموذجية نسبيا ساهمت في ترسيخ قيمة “التوافق” الاجتماعي، هل ستحقق المبادرة ساعتها هدف “تمكين” المجتمع ووحدته؟ ثم تسأله ايضا: لماذا تتحدث المبادرة عن “مؤسسين” واطار تنظيمي ومكاتب في المحافظات ... الخ؟ ولماذا لا تخرج من طار “التنظيم” الذي انقلبت عليه بحجة “ضيقه” وتعلن عن نفسها “كمبادرة” مرتبطة بهدف واحد، اقتضته المرحلة، وهو: تأمين مرور البلد في المرحلة الانتقالية نحو اصلاح حقيقي؟واذا تحقق ذلك خرجت من الميدان، وعاد اصحابها الى مواقعهم، فهي ليست “حزبا” ولا “هيئة” والقائمون عليها لا يبحثون عن مكاسب سياسية شخصية، ولا عن “اصوات” في صناديق الانتخابات.
يوافقني د. رحيل على “صوابية” هذا الطرح، لكن حين قرأت ما اعلنه المؤسسون في اجتماعهم “بمستشفى الاسراء” عن الهيكل التنظيمي والهيئات والمنسقين في اللجان والمناطق.. وعن “الترتيبات” التي تجري لتحديد عمل “اليوم التالي” للاطلاق، تصورت –عندئذ- اننا امام “تنظيم” او “هيئة” او “تيار” جديد، وليس امام “مبادرة” اغلبية اعضائها من “جماعة” الاخوان المسلمين، وما زالوا فيها، والباقون من الذين خرجوا عن الجماعة او من “المتعاطين” عن بعد معها.
كان يمكن “لفكرة” زمزم ان تحظى بأكثر مما حظيت به من “قبول” لو انها اولا: لم تخرج من اطار “الاخوان” وما حوله من هواجس الانشقاق، وثانيا: لو انها طرحت نفسها كمبادرة محددة في الهدف والزمان لا كتيّار او كهيئة، وثالثا لو انها لم تستخدم بعض الاطراف كمحاولة لاضعاف الحركة، ورابعا لو انها ضمت –في قياداتها واعضائها- اسماء غير محسوبة على اتجاه واحد فقط، وخامسا لو انها تملك مقومات استمرارها الذاتية لتتجنب محاولات “التلميع” التي اضرت بها، وسادسا لو ان الذين جلسوا على “منصة” اشهارها والناطقين باسمها كانوا ممثلين لألوان الطيف السياسي والاجتماعي في بلدنا وكان لهم خطاب موحد يقنع الجميع بان ما تحققه المبادرة من مصالح سيكون اكبر مما سيلحقه “اذا حدث انشقاق في الجماعة- من اضرار على الجميع.
اتمنى ان “يتفهم” اخواننا في الحركة الاسلامية “المبادرة” كفكرة للبناء لا للانشقاق ولا الهدم وكخطوة تصب في المصلحة العامة ومنها مصلحة الجماعة، وان يساهموا في دفعها الى الامام بدل ان يندفعوا الى “معاقبة” المنتسبين اليها، فأسوأ ما يمكن ان تفعله “الحركة” هو ان يضيق صدرها بابداعات ابنائها حتى لو اعتقدت انهم شقوا عليها عصا الطاعة في لحظة عابرة.
الدستور
الجماعة شعرت حينها بأن وراء “المبادرة” قوى تحاول ان تشق صفوف الحركة وتضعف حضورها ونفوذها، والقائمون على المبادرة احسّوا بأن اطارات الجماعة ضاقت كثيرا على حركتهم، وبأن العمل من اجل البلد لا يحتاج الى اذن من احد، وعند هذه النقطة حدت الصدام “الصامت” ومع انه لا يوجد حتى الآن رغبة لدى الطرفين في تفعيله لكنه –على ما يبدو- جاهز في اي لحظة للانفجار.
حين يتحدث مهندس “المبادرة” د. رحيل الغرايبة عن “بناء” الاردن من خلال تمكين المجتمع واطلاق مشروع وطني بمرجعية اسلامية لا تمتلك الا ان “تؤمن” بالفكرة، فقد “اتعبتنا” الثنائيات القاتلة التي استخدمت كفزاعات لإعاقة تطور دولتنا ومجتمعنا، لكن حين تسأله: وماذا لو انتهى المطاف “بتصديع” جبهة الاخوان؟ والاخوان –هنا- ليسوا “تنظيما” وحسب، وانما “حالة” نموذجية نسبيا ساهمت في ترسيخ قيمة “التوافق” الاجتماعي، هل ستحقق المبادرة ساعتها هدف “تمكين” المجتمع ووحدته؟ ثم تسأله ايضا: لماذا تتحدث المبادرة عن “مؤسسين” واطار تنظيمي ومكاتب في المحافظات ... الخ؟ ولماذا لا تخرج من طار “التنظيم” الذي انقلبت عليه بحجة “ضيقه” وتعلن عن نفسها “كمبادرة” مرتبطة بهدف واحد، اقتضته المرحلة، وهو: تأمين مرور البلد في المرحلة الانتقالية نحو اصلاح حقيقي؟واذا تحقق ذلك خرجت من الميدان، وعاد اصحابها الى مواقعهم، فهي ليست “حزبا” ولا “هيئة” والقائمون عليها لا يبحثون عن مكاسب سياسية شخصية، ولا عن “اصوات” في صناديق الانتخابات.
يوافقني د. رحيل على “صوابية” هذا الطرح، لكن حين قرأت ما اعلنه المؤسسون في اجتماعهم “بمستشفى الاسراء” عن الهيكل التنظيمي والهيئات والمنسقين في اللجان والمناطق.. وعن “الترتيبات” التي تجري لتحديد عمل “اليوم التالي” للاطلاق، تصورت –عندئذ- اننا امام “تنظيم” او “هيئة” او “تيار” جديد، وليس امام “مبادرة” اغلبية اعضائها من “جماعة” الاخوان المسلمين، وما زالوا فيها، والباقون من الذين خرجوا عن الجماعة او من “المتعاطين” عن بعد معها.
كان يمكن “لفكرة” زمزم ان تحظى بأكثر مما حظيت به من “قبول” لو انها اولا: لم تخرج من اطار “الاخوان” وما حوله من هواجس الانشقاق، وثانيا: لو انها طرحت نفسها كمبادرة محددة في الهدف والزمان لا كتيّار او كهيئة، وثالثا لو انها لم تستخدم بعض الاطراف كمحاولة لاضعاف الحركة، ورابعا لو انها ضمت –في قياداتها واعضائها- اسماء غير محسوبة على اتجاه واحد فقط، وخامسا لو انها تملك مقومات استمرارها الذاتية لتتجنب محاولات “التلميع” التي اضرت بها، وسادسا لو ان الذين جلسوا على “منصة” اشهارها والناطقين باسمها كانوا ممثلين لألوان الطيف السياسي والاجتماعي في بلدنا وكان لهم خطاب موحد يقنع الجميع بان ما تحققه المبادرة من مصالح سيكون اكبر مما سيلحقه “اذا حدث انشقاق في الجماعة- من اضرار على الجميع.
اتمنى ان “يتفهم” اخواننا في الحركة الاسلامية “المبادرة” كفكرة للبناء لا للانشقاق ولا الهدم وكخطوة تصب في المصلحة العامة ومنها مصلحة الجماعة، وان يساهموا في دفعها الى الامام بدل ان يندفعوا الى “معاقبة” المنتسبين اليها، فأسوأ ما يمكن ان تفعله “الحركة” هو ان يضيق صدرها بابداعات ابنائها حتى لو اعتقدت انهم شقوا عليها عصا الطاعة في لحظة عابرة.
الدستور