jo24_banner
jo24_banner

لبنان في الاتجاه الصحيح. وهاجس المؤامرة لا يبرر مواجهة الشعب.

حاتم رشيد
جو 24 :
 
مؤسف جدا موقف السيد نبيه بري زعيم حركة امل الذي دفع بانصاره ممن ركبوا الدراجات لمهاجمة المتظاهرين السلميين في شوارع وساحات بيروت.
السيد بري بمواجهة انتفاضة شعبية مليونية تعم لبنان مدنا وقرى شمالا وجنوبا. تضم المواطنين من مختلف الطوائف. والحال ان الشعب اللبناني ينتفض ليواجه الطائفية وامراء الطوائف الذين الفوا على مر عشرات السنين نهب وسرقة شعبهم في نسخة لبنانية للفساد الذي يفترس الشعوب العربية.
اذا صحت الانباء بأن حزب الله يشارك في استفزاز ومهاجمة المتظاهرين فهذا سيقود الى مواجهات ليست لمصلحة حزب الله. وسوف يتحمل الحزب اكثر من السيد بري مسؤولية مواجهة انتفاضة شعبية عادلة الاهداف ومحقة المطالب.
ليس من مصلحة الوطني اللبناني اعادة لبنان الى المزاج والواقع الطائفي. وحزب الله الاكثر نضجا سياسيا سيرتكب خطأ الموت اذا قبل ان يلعب دور كاسر الاضراب الشعبي. وسوف يخسر ما بقي له من رصيد شعبي لبناني وعربي. ان انجرار حزب الله الى الصدام يعني انه يتقدم نحو مصيدة ربما صنعه بنفسه. املي ان يدرك حسن نصرالله وهو القائد القدير والمتبصر خطورة هذا المنزلق المميت لقوة طالما كانت رهانا وطنيا وذخرا نضاليا يقاوم ويردع العدو الصهيوني.
ليس من الحكمة بالمطلق ان ينجر الحزب الى مواجهة الانتفاضة ومعها الجيش اللبناني الذي سرعان ما يتهدده الانقسام اذا ما تفاقم الوضع الى مستوى الصدام السافر.

السؤال الذي يجيب على هاجس المؤامرة هو. هل مطالب الجماهير عادلة ام لا. هل الشروط الموضوعية ناضجة للانفجار لانتفاضة شعبية.
لا احد يشكك بعدالة المطالب الشعبية. الشعب يثور بمواجهة الفساد واللصوصية. الشعب يعاني الفقر والافقار. والبطالة. شعب من اربعة ملايين مواطن يضطر شبابه للهجرة لكل بقاع الأرض بحثا عن لقمة عيشه. شعب اغرق في مستنقع الديون التي فاقت المئة مليار دولار ذهبت نهبا في جيوب اللصوص. ولم تتجسد في مشاريع تنموية في بلد ما زال يعاني من ازمات اولية تتعلق بالكهرباء والمياه والنفايات.
في ظل هذه الظروف من يحتاج للتآمر على لبنان. كل شئ جاهز للانفجار. من الممكن ان تسعى قوى في الداخل والخارج لاستغلال فرصة قائمة هي في الاصل فرصة وطنية صنعها المواطن العادي.
تشير المتابعة الحثيثة للحراك ان عناصر مثقفة ومسيسة ووطنية انضمت الى الصف الجماهيري. وبالتالي نحن امام ملامح فرصة يتكامل فيها الشعب مع قواه الاكثر وعيا. وهذا ما يشكل واحدة من اهم ضمانات النجاح.
ومهما تكن النتائج فأن لبنان على المسار الصحيح للتاريخ وليس بمواجهته. من يواجه الشعب انما يسير بالاتجاه الخطأ. الاتجاه الخاسر مهما بدا مدججا بالسلاح.
موقعة الدراجات في لبنان لن توقف الانتفاضة. سبق وان فشلت موقعة الجمل في مصر في مستهل الحراك. وفي ذلك عبرة لمن يعتبر.
لبنان يمنح الامة العربية اليوم املا عظيما يعزز املها في تونس القدوة والنموذج.

#حاتم_رشيد
تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير