jo24_banner
jo24_banner

اسقاط الطائفية في لبنان اولوية الاصلاح للبنان ولحزب الله ايضا

حاتم رشيد
جو 24 :


انتفض الشعب اللبناني لانه ادرك انه ضحية المحاصصة الطائفية وان الذين يسرقوه يتسترون ويحتمون بالطائفة. النظام الطائفي هو الجذر المغذي لشجرة الفساد. ولا يمكن محاربة الفساد وبناء دولة عصرية الا بتحقيق وترسيخ مبدأ المواطنة. الانتماء للوطن هو البداية والنهاية.

ربما تأخر لبنان في طرح الطائفية جانبا لكنه الآن يطرح بقوة الاكثرية الشعبية هذا المطلب ذو الاولوية.

منذ عشرات السنين تكيفت معظم الاحزاب مع النظام الطائفي واستثمرته لصالح نخبها الفاسدة. وضمن هذا الواقع يصعب لوم حزب الله لاعتماده على قاعدة مجتمعية طائفية فهو ابن مجتمعه وابن شرطه الموضوعي التاريخي. فقد برز الحزب اولا لمواجهة الاحتلال الإسرائيلي ونجح في مهمته الوطنية ثم وسع الحزب مجال اهتمامه ليشمل تحسين الظروف المعيشية لطائفته الشيعية خاصة وانها كانت الاكثر فقرا وتهميشا في المجتمع اللبناني وبهذا الاتجاه نجح بامتياز دافعا الطائفة الشيعية الى موقع تمثيلي وزاري وبرلماني متقدم وليس خافيا الدور القيادي والهيمنة السياسية للحزب على خيارات الدولة اللبنانية نفسها.

واليوم عندما تطالب غالبية شعبية بتجاوز الطائفيه يقف حزب الله في منتصف طريق شديد الوعورة والخطورة. فهو من ناحية يساند المطالب الشعبية المعيشية ويقف معها في حربها على الفساد الا انه لم يقل بعد رأيه في جوهر مطلب الانتفاضة وهو رفض النظام الطائفي. بل ان اصراره على الابقاء على الوزارة يقدم اشارة على انه لا يريد اعادة النظر في طائفية النظام على الاقل في هذا التوقيت.

يواجه الحزب معضلة كبرى في دعم المطلب الشعبي بالغاء النظام الطائفي لعدة اسباب اهمها:

اولا: الحزب نفسه ذو قاعدة طائفية والتزام مذهبي صارم حد الالتزام المقدس بولاية الفقيه. وقد بنى الحزب تاريخا ممتدا من الممارسة السياسية وفق هذه المحددات. لذا فانتقاله لرفض الطائفية يظهره وكأنه ينقلب على نفسه في تناقض مع ثقافة هيمنت على قاعدته الطائفية. ولعل افضل ما توصل اليه عبر مسيرته هو التعايش الاخوي مع بقية الطوائف.

ثانيا: يتخوف الحزب من مخاطر التوقيت فالى جانب الحزب هناك وجهات نظر محقة تخشى من استدراج الحراك الشعبي الى الصدام مع الحزب وجره عنوة الى حلبة صراع داخلي طالما تمناه اعداء الحزب من اسرائيل الى اطراف داخلية وعربية. وعلى ضوء الخبرة السابقة فأن حرف مسار الحراك يظل واردا في ظل غياب قيادة منظمة للحراك.

حزب الله حقا امام معضلة قد تظهره في موقع المعارض للهدف الاسمى للحراك الشعبي. وحتى الان اظهر الحزب تخطبا في تعامله مع الحراك وصل في بعض الحالات الى الصدام بما في ذلك في مناطق نفوذه كالنبطية.

اخطر ما يتعرض له الحزب هو فقدان دعمه ومساندته من قبل شعبه وعندها لن يفيده لا السلاح ولا كفاءة القتال.

حزب الله المقاوم والرادع لاسرائيل يمكنه تجيير اللحظة لصالحه بتبني ومساندة المطلب الجوهري لشعبه بطرح خطة خروج منظم من النظام الطائفي ولا بأس ان تكون بالتوافق والتدرج. وفي هذه الحالة لا يتجنب الصدام والمصيدة فحسب بل يتخلص ويتحرر هو ايضا من قيده الطائفي لينتقل الى مصاف المقاوم الوطني التقدمي المنسجم مع مسار التاريخ.

الانتفاضة يمكن أن تكون مصيدة للحزب ويمكن ان تكون فرصة للحزب ليربح شعبه ويتحرر من نفسه.من قيده الطائفي.
 
تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير