العراق قاوم امريكا والان ينتفض ضد إيران
حاتم رشيد
جو 24 :
الاحتلال الأمريكي كان البداية . الصهاينة من يهود امريكا امثال بول ولغتس وريتشارد بيرل ولويس ليبي.كلهم حرضوا اغبياء البيت الأبيض بقيادة جورج بوش على غزو العراق واحتلاله.تم تفكيك الدولة وحل الجيش وحل الحزب الحاكم وملاحقته.والاخطر تمزيق بنية المجتمع وتفجيره.ومع ظهور المقاومة الباسلة والبطولية للشعب العراقي والتي تركزت في غرب العراق وشماله وهي مناطق ذات اغلبية عربية سنية بادر المخططون الأمريكيون الى تسليم العراق باليدين الى ايران والسياسيين المتعاونين معها مقابل الابقاء على الهدوء في المناطق ذات الأغلبية الشيعة .وعلى ارضية هذه المقايضة العملية تقاسمت امريكا العراق مع ايران.والواقع ان الهيمنة والنفوذ اصبح طاغيا لايران مستفيدة مما صنعته مع الامريكان ممثلا بفتنة طائفية اطلقت من العراق وعممت في مختلف دول العالم العربي والإسلامي خاصة دول الخليج والجزيرة.
تسيطر ايران على العراق عسكريا واقتصاديا متجاوزة الحضور العسكري الأمريكي في قواعده المنتشرة في العراق.
تسيطر ايران عسكريا بواسطة مليشيات الحشد الشعبي الذي يصرح قادته بالولاء العلني العقائدي لإيران والامتثال المطلق لولاية الفقيه في طهران.
واقتصاديا فان العراق سوق حصري للمنتجات والشركات الإيرانية.وهذا يفسر افقار وتدمير الاقتصاد العراقي ليظل العراق سوقا مفتوحا لايران.وبات العراق حديقة خلفية بمعنى الكلمة لايران.وقد اغرقت العراق باعداد ضخمة من الإيرانيين الذي منحوا الجنسية العراقية .
كل هذا مشفوعا بفساد لا مثيل له.وتقدر الاموال المنهوبة ممن هم محسوبون على ايران بترليون دولار منذ احتلال العراق .
يحدث هذا في غياب عربي طويل الأمد شبه تام.رغم تغيير نسبي في السنوات الأخيرة حيث تبدي السعودية ومصر والاردن اهتماما متزايدا ببناء علاقات اكثر نشاطا مع العراق .
تبني ايران استراتيجيتها في العراق بحيث تحول دون ظهور العراق كدولة ومجتمع متماسك وقوي.ان اهم استخلاص من حربها مع العراق يتمثل بعدم السماح ببروز اي تهديد من العراق وهذا يستوجب الابقاء على العراق ممزقا منهكا غارق في الفتن والفساد الذي تحميه مليشيات مدججة بالسلاح.
من المؤسف ان القيادات الايرانية قصيرة النظر وتفتقر لفهم صحيح لعبرالتاريخ وخصائص الشعوب والامم.فقد راهنت على حالة عابرة مهما طالت.متجاهلة ان الشعب العراقي شعب عربي اصيل ومهما برعت لغة الغزل المذهبية والطائفية فمن المستحيل فرسنة الشعب العراقي فهو شعب عريق في حضارته معتز بتاريخه وثقافته ودوره الريادي القيادي.يصعب اقناع العراقي بان بلده اصبح بلدا ذيليا تابعا بخنوع لدولة جارة اسمها ايران .التحايل والالتفاف على عروبة العراق واستقلاله مرفوقا بالفساد والتجويع يستحيل ان يستمر للابد.لهذا عاد العراق الى جذوره.عاد الى ذاته وهذا طبيعي لشعب بانفة وتاريخ وكبرياء الشعب العراقي .
في تاريخ اوروبا المعاصر اسفرت حربان عالميتان تواجهت فيهما المانيا وفرنسا عن نشوء علاقة صداقة وتعاون بين الدولتين بعد شلال دماء من نزف الملايين من شباب البلدين.المنتصرون قالوا لقد هزمنا عدوا عنصريا وعقيدة سياسيةولم نهزم الشعب الالماني.لم تستنتج فرنسا ان شرط امنها يقتضي تدمير المانيا للابد. ايران استنتجت عقب حربها ان امنها يقتضي تدمير ابدي للعراق . واليوم ايران خلقت من نفسها وبارادتها عدوا ساخنا للشعب العراقي.وهكذا انتقلت من مستوى العداء مع النظام الى مستوى العداء مع الشعب .اي انها فاقمت الخطر ولغمت مستقبل علاقاتها مع الشعب العراقي وسط إقليم يزداد توجسا من سياساتها .
لعل من محاسن الحراك الشعبي في العراق اجبار ايران على اعادة النظر في سياستها العراقية.وسيكون من مصلحة ايران قبل العراق ان تترك العراق يقرر مصيره بنفسه بعيدا عن وصايتها التي بلغت حد الاحتلال او تقاسمه مع المحتل الأمريكي الذي يظهر نفسه الان كمحتل ثانوي وان كان هو صانع البلاء والكارثة.
قيل منذ القدم اذا طرد ما هو طبيعي من الباب عاد من النافذة .وهذا حال العراق فالطبيعي ان الشعب العراقي شعب عربي حر مستقل ولا يمكن مواجهة وتطويع ما هو طببعي.
العراق يعود إلى نفسه.الى ذاته .الى استقلاله وحريته.
اخضاع العراق عصي على امريكا وعلى ايران ايضا .
بلد الحضارة له موقع واحد في المقدمة .في الطليعة .
العراق الذي وقف مع كل العرب حيثما احتاجوه يحتاجهم اليوم.وليس لهم عذر في تركه وحيدا في معركة مصيرية .