jo24_banner
jo24_banner

نقطة البداية

نسيم عنيزات
جو 24 :

أصبحنا نسمع عن مستقبل بلدنا وكيف يتم التخطيط له ولمستقبله من الخارج . ففي ظل غياب إجابة واضحة عن المستقبل والقادم، وصوابية السير والاتحاه، او ضبابيته، الا اننا نجد رسومات وتحليلات تأتي من الداخل أو الخارج لتشرح لنا أوضاعنا وخطوط الاتجاه في قادم الأيام .
والغريب اننا نسمع كل حين عن مخطط جديد .ومستقبل مختلف يرسم لنا، في ظل ارتباك المشهد وزحمته وعدم وجود آلية واضحة للتعامل معه، او بمعنى اخر إيجاد الأسلوب الأمثل في المواجهة باستخدام الأسلحة والأدوات المناسبة لإدارته والتعامل معه.
ان غياب البوصلة سواء في بعض المجالات ليس جديدا وإنما مر عليه سنوات طوال، وما زال يتدحرج حتى وصلنا الى ما هو عليه الان، ولا ننسى عبارة أحد رؤساء الوزراء السابقين منذ ما يقارب ال 18عاما بأن» اقتصادنا في غرفة الإنعاش» فماذا فعلنا لإخراجه من غرفته؟
اما بعض الامور الداخلية الأخرى، فليست بأفضل حال من غيرها، وإنما تزداد تعقيدا كل يوم في غياب الاشتباك الحقيقي معها او الغوص في داخلها دون تردد او خوف، بعيدا عن القشور او النظر من بعيد للخروج بحلول جدية وحقيقية دون النظر إلى الخلف أو المصالح الانية او الوقتية.
ان أي قضية او مشكلة تحتاج إلى الحكمة في إدارتها والتعامل معها، لا ان نخلق ازمة جديدة عند التعامل مع الأخرى، فعامل الوقت ليس من مصلحة اي طرف، كما أن الشعور او عكس انطباع يشير إلى الضعف او الارتباك تقوي الطرف الأخرى وتدفع الآخرين إلى التدخل في شؤوننا وتزيد الأقاويل والاشاعات.
ان قوة الدولة اي دولة تبدأ من وضعها الداخلي وتماسكه واستخدام أدوات تعكس طموحاته وتطلعاته وتعبر عن رغبته، لان ذلك هو الحصن المنيع للدولة وحكومتها خاصة عندما ترتقي في أدواتها بعيدا عن الانفعال والارتباك او التعامل بالقطعة او بناء على ردات الفعل أو تصرفات تاتي بنتائج عكسية .
اننا الان أمام تحديات كبيرة تزداد كل يوم استنفدنا معها معظم الوقت، لم يعد ينفع معها «التحسيس» من بعيد، انما معالجة فورية، قد تكون مؤلمة أحيانا او مكلفة، الا ان ذلك سيكون اقل بكثير لو استمررنا والانتظار والاعتماد على عامل الوقت.

ما زالت الطاولة موجودة بمساحتها الكاملة وغير مزدحمة بالشروط، نستطيع الجلوس إليها و النظر إلى كل أطرافها وتحديد نقطة البداية واتخاذ قرارات كبيرة ومهمة تعيد الامور الى توازنها وتبعث رسائل إلى الداخل بأن ساعة العمل قد دقت نحو المزيد من العدالة والمساواة ومكافحة الفساد وإعادة جميع الامور الى نصابها الصحيح دون النظر إلى أي مصلحة الا الوطن.
لتؤكد بأننا أقوياء قادرون على اتخاذ قراراتنا بأنفسنا ولسنا عاجزين لأننا نفهم ونتفهم اوضاعنا ومطالب شعبنا .
عندها سنجبر المراهنين على العودة إلى الخلف، لان قوة الدولة بتماسك ووحدة شعبها وأبنائها، لان إرادة الشعوب لا تقهر وعندها تتكسر كل الخطط و المؤامرات اذا ما تعاملنا معها بنهج جديد، لأن بالنهاية القول الفصل لها .

الدستور

 
 
تابعو الأردن 24 على google news