مدارس الملك عبدالله للتميز والمبادرات الملكية
لم تكن المبادرات الملكية التي أطلقها جلالة الملك عبدالله الثاني منذ توليه سلطاته الدستورية عادية او مألوفة، لانها كانت هادفة وموجهة للمجتمع بأكمله خاصة الأسر الفقيرة بهدف تحسين مستوى المعيشة والمساهمة في التنمية المستدامة التي تعتبر سمة المجتمعات المتقدمة والراقية.
وعملت المبادرات على تحقيق أفضل سبل العيش الكريم للمواطن في جميع أرجاء الوطن خاصة الفئة المستهدفة منها .
وان المتتبع لهذه المبادرات يخلص إلى نتيجة واحدة غير قابلة التأويل او التفسير بانها شملت جميع المحاور اللازمة لبناء المجتمع والنهوض به ضمن العدالة والمساوة من صحة وتعليم ومساكن وتنمية مستدامة، وغيرها من المرتكزات الأساسية التي يجب النظر لها والاستفادة منها للبناء عليها من قبل جميع القطاعات العامة والخاصة .بعد أن اولت الشباب عناية خاصة لمساعدتهم على الانخراط في المجتمع وسوق العمل، ليصبحوا فاعلين ومننحين في مجتمعهم ومكنت الأسر الفقيرة من اقامة مشاريع إنتاجية مدرة للدخل لتحسين مستوى معيشتهم ومن ثم المساهمة في التنمية المستدامة بدل الانتظار في طابور الحاجة والمساعدة،
انطلاقا من شعار» لا تعطني سمكة اليوم بل أعطني صنارة للصيد» .
مبادرات كثيرة وعديدة سأتطرق اليوم الى التعلم منها وما وفرته من بيئة تعليمية مدرسية لأبنائنا الطلبة في مختلف المدن والقرى الاردنية من خلال مدارس الملك عبدالله للتميز لتكون منارة تعليمية ووطنية بامتياز، لما تتضمنه من خدمات ومتطلبات تعليمية بمستويات رفيعة تلبي احتياجات الطلبة، خاصة المتميزين منهم، للنهوض بهم ومساعدتهم على الإبداع تمكنهم من العبور إلى بر الأمان، ووضعهم على بداية الطريق الصحيح للسير نحو المستقبل بثقة وأمان، دون تحميله اي كلف مالية على الرغم من أن هذه المدارس توفر المناخ التعليمي ضمن مستويات نموذجية يشار لها بالبنان، باستخدامها افضل الوسائل والأساليب التعليمية والتربوية لمساعدة المتلقين على التفكير والتحليل والإبداع، بهدف الاستثمار بطاقات الطلبة المتميزين لصقل مهاراتهم بشكل أفضل.
كما أنها لم تغفل اطلاقا عن اي جانب لتحقيق اهدافها مراعية احتياجات الطلبة من ذوي الاحتياجات الخاصة بعد أن جهزت لهم جميع المرافق اللازمة لتلائم احتياجاتهم للانخراط مع زملائهم دون ادنى شعور بالنقص او الحرمان.
حتى أصبحت هذه المدارس في مقدمة الدول العربية التي تولي اهمية خاصة بالطلبة المتفوقين والموهوبين وتزويدهم بجميع المهارات النظرية والمعرفية لتعزيز الثقة بالنفس وتطوير قدراتهم لمواجهة التحديات او الصعوبات التي قد تعترض طريقهم .
بقي أن نقول أن هذه المبادرة منذ انطلاقها لم تتوقف عند حد او رقم، إنما مستمرة ومتجددة، ونسمع كل يوم عن إنشاء مدرسة أخرى في منطقة ما لتنضم إلى شقيقاتها المنتشرة في الوطن بناء على خطط ودراسات تراعي الحاجة وتحقق الهدف.