حرب بين المذاهب. من يتحمل مسؤوليتها؟
حسين الرواشدة
جو 24 : يتصور اخواننا الشيعة ان المعركة في سوريا هي معركتهم، وان الدفاع عن النظام هناك هو دفاع عن “الطائفة” التي خرجت من “المظلومية” الى “المسؤولية” ولا تريد ان تعود اليها مهما كان الثمن.
هذا بالطبع خطأ في الرؤية، والخاسر منه ليس “الطائفة” وحدها التي لا تشكل اكثر من 10% من عدد المسلمين في العالم، وانما الامة كلها حين تداهمها فتنة “حروب المذاهب” التي ما تزال بصماتها تشكل “ارثا” تاريخيا ثقيلا لطالما دعونا الى تجاوزه وطي صفحته، لكن يبدو ان صوت “الحكمة” وسط الجموع التي فتحت ابوابها “للمقاتلين” المتطوعين والخبراء العسكريين سواء من حزب الله او من ايران للقتال دفاعا عن النظام قد اختفى تماما، ولم يعد امامنا سوى انتظار ساعة “المنازلة” التي سيقف فيها اتباع المذاهب وجها لوجه لتصفية حساباتهم وخلافاتهم.. ويا ليت ان “العنوان” كان صحيحا عندها يمكنم ان نقبل بان قتال الاخوة كان في سبيل العدالة والحرية.. ومن اجل دفع “المظلومية” واحقاق الشرعية، لكنه للاسف قتال من اجل “تكريس” الاستبداد والظلم، والدفاع عن “نظام” خرج الشعب لاسقاطه بعد ان ذاق على يديه ألوانا من القتل والدمار.
اذا كانت المعركة في سوريا هي معركة بين الشعب والنظام، فما الذي يدفع حزب الله وطهران الى التورط فيها، أهي حسابات السياسة ام “الدين” وما الذي “يغري” المتعاطفين مع النظام الى اعتبار “جماعة النصرة” وغيرها مجموعات ارهابية فيما “جماعات” الحزب “مجاهدون” باسم الله.. أليس من المفارقات الغريبة ان يكون القتال الى جانب النظام “جهادا” وتضحية ودفاعا عن الامة فيما القتال الى جانب الشعب “ارهاب” ومؤامرة كونية؟
اما الذين “تورطوا” من ابناء جلدتنا في مديح “الحزب” وتأييد النظام، وانتقلوا من خندق “الافلاس” السياسي الى خندق “المدائح” الطائفية، وكأنهم يستدعون شبح “الحروب” الدينية، هؤلاء لم يتحرروا من انسانيتهم فقط، وانما يريدون ان يقحموا الامة كلها - دفاعا عن نظام الاسد - بحروب مذهبية وطائفية، وكأن الصراع بين نظام مستبد وبين شعب يطالب بحريته وكرامته. هو صراع بين الطوائف، او كأن “بقاء” الاسد ونظامه هو انتصار للمسلم الشيعي ضد اخيه المسلم السني.
غريب منطق هؤلاء الذين يستدعون “الدين” الى ساحة المواجهة، حتى لو كانت النتيجة “حروبا” بين المذاهب، فيما لا يترددون عن “رفض” كل ما يتعلق بالدين حين يكون متعلقا بوصول “الاسلاميين” الى السلطة، سواء في مصر او غيرها، او حين يكون متعلقا “بطائفة” دينية لا تنتسب لحزب الله او لايران، وكأن القتال في سوريا “مباح” وحلال “لاخواننا” الشيعة فقط.. اما غيرهم فليسوا الا جماعات ارهابية متطرفة.
اخشى ما اخشاه ان نصل الى حافة “الحرب” بين المذاهب والطوائف، سواء في سوريا او العراق او غيرها، واذا حدث ذلك - لا قدر الله - فان اخواننا الشيعة يتحملون - قبل غيرهم - مسؤولية ذلك، فهم الذين انحازوا “للحرب” دفاعا عن النظام السوري، وهم الذين حولوا الصراع السياسي الى صراع ديني، وهم الذين لم ينجحوا في الخروج من “المظلومية” وارثها التاريخي الذي تحملته كل المذاهب واتباعها الى “المسؤولية” بكل ما تفرضه من حكمة وعقلانية وانحياز للحق ودفاع عن الشعوب المظلومة.. لا عن الانظمة الظالمة المستبدة.
(الدستور)
هذا بالطبع خطأ في الرؤية، والخاسر منه ليس “الطائفة” وحدها التي لا تشكل اكثر من 10% من عدد المسلمين في العالم، وانما الامة كلها حين تداهمها فتنة “حروب المذاهب” التي ما تزال بصماتها تشكل “ارثا” تاريخيا ثقيلا لطالما دعونا الى تجاوزه وطي صفحته، لكن يبدو ان صوت “الحكمة” وسط الجموع التي فتحت ابوابها “للمقاتلين” المتطوعين والخبراء العسكريين سواء من حزب الله او من ايران للقتال دفاعا عن النظام قد اختفى تماما، ولم يعد امامنا سوى انتظار ساعة “المنازلة” التي سيقف فيها اتباع المذاهب وجها لوجه لتصفية حساباتهم وخلافاتهم.. ويا ليت ان “العنوان” كان صحيحا عندها يمكنم ان نقبل بان قتال الاخوة كان في سبيل العدالة والحرية.. ومن اجل دفع “المظلومية” واحقاق الشرعية، لكنه للاسف قتال من اجل “تكريس” الاستبداد والظلم، والدفاع عن “نظام” خرج الشعب لاسقاطه بعد ان ذاق على يديه ألوانا من القتل والدمار.
اذا كانت المعركة في سوريا هي معركة بين الشعب والنظام، فما الذي يدفع حزب الله وطهران الى التورط فيها، أهي حسابات السياسة ام “الدين” وما الذي “يغري” المتعاطفين مع النظام الى اعتبار “جماعة النصرة” وغيرها مجموعات ارهابية فيما “جماعات” الحزب “مجاهدون” باسم الله.. أليس من المفارقات الغريبة ان يكون القتال الى جانب النظام “جهادا” وتضحية ودفاعا عن الامة فيما القتال الى جانب الشعب “ارهاب” ومؤامرة كونية؟
اما الذين “تورطوا” من ابناء جلدتنا في مديح “الحزب” وتأييد النظام، وانتقلوا من خندق “الافلاس” السياسي الى خندق “المدائح” الطائفية، وكأنهم يستدعون شبح “الحروب” الدينية، هؤلاء لم يتحرروا من انسانيتهم فقط، وانما يريدون ان يقحموا الامة كلها - دفاعا عن نظام الاسد - بحروب مذهبية وطائفية، وكأن الصراع بين نظام مستبد وبين شعب يطالب بحريته وكرامته. هو صراع بين الطوائف، او كأن “بقاء” الاسد ونظامه هو انتصار للمسلم الشيعي ضد اخيه المسلم السني.
غريب منطق هؤلاء الذين يستدعون “الدين” الى ساحة المواجهة، حتى لو كانت النتيجة “حروبا” بين المذاهب، فيما لا يترددون عن “رفض” كل ما يتعلق بالدين حين يكون متعلقا بوصول “الاسلاميين” الى السلطة، سواء في مصر او غيرها، او حين يكون متعلقا “بطائفة” دينية لا تنتسب لحزب الله او لايران، وكأن القتال في سوريا “مباح” وحلال “لاخواننا” الشيعة فقط.. اما غيرهم فليسوا الا جماعات ارهابية متطرفة.
اخشى ما اخشاه ان نصل الى حافة “الحرب” بين المذاهب والطوائف، سواء في سوريا او العراق او غيرها، واذا حدث ذلك - لا قدر الله - فان اخواننا الشيعة يتحملون - قبل غيرهم - مسؤولية ذلك، فهم الذين انحازوا “للحرب” دفاعا عن النظام السوري، وهم الذين حولوا الصراع السياسي الى صراع ديني، وهم الذين لم ينجحوا في الخروج من “المظلومية” وارثها التاريخي الذي تحملته كل المذاهب واتباعها الى “المسؤولية” بكل ما تفرضه من حكمة وعقلانية وانحياز للحق ودفاع عن الشعوب المظلومة.. لا عن الانظمة الظالمة المستبدة.
(الدستور)