شيطنة التيارات الإسلامية بالنسخة الأردنية ...الإخوان نموذجا
جو 24 : كتب إبراهيم قبيلات - إذا كنت عضوا في جماعة الإخوان المسلمين فاعلم أنك متهم بتجييش الشارع؛ سعياً للوصول إلى السلطة.
استنادا إلى تعليقات المواطنين في الصحف الالكترونية ومشتركي شبكة التواصل الاجتماعي، فإن فكرة "الوصول إلى السلطة" اتهام يستوجب الإدانة. وهو ما يدل على التباس ثقافي، لمحدثي السياسية.
نقول لهؤلاء من دون جدوى أحيانا، إن مبرر وجود أي حزب في العالم هو محاولته الوصول الى السلطة وقيادة المجتمع استنادا لبرامجه هو لا برامج غيره، لكن ما يحدث، أن الصراع السياسي اليوم يقلب الحقائق ويحول الأكاديمي إلى أمي.
يتهم الناشط النقابي ميسرة ملص إيدي رسمية برسم صورة شيطانية عن الإخوان المسلمين أمام العامة، لكنه يستخف بنتائج اللوحة، التي يصفها أولا بالمشوهة، وثانيا بأنها لم تعد تنطلي على رجل الشارع.
استخفاف ملص بما تم تحقيقه بعد أكثر من عام من التشويه يستند إلى تجربتين قريبتين، الأولى: نقابة المعلمين، والثانية انتخابات نقابة المهندسين، وفيهما أظهر الخزان الانتخابي للإخوان بأنه ممتلئ، ويفيض ناخبين.
هذا الامتلاء تماما كان السبب الذي شكل ما يشبه التحالف بين قوى لا تكاد تجتمع، لكنها اجتمعت "كرها بسواد عيون الشيوخ". رسميون، لكن ليس كل الرسميين ويساريون وهم أيضا ليسوا سواء، وقوميون، وعلمانيون، وبعض من ركب موجة الإصلاح منظرا.
النسخة الأردنية من شيطنة الإسلاميين بدأت تحاك منذ بدأ الربيع الأردني. في الحقيقة هي قبل ذلك بسنوات حيث بدأت ملامحها تظهر ما بعد هبة نيسان، لكنها أخذت تتعمق تدريجيا بعد الظهور غير المسبوق للإسلاميين في الربيع العربي.
بعض القوى الأردنية نهضت مبكرة "تناوش" الإخوان قوتهم بعد أن ظهر مزاج عربي طاغ يلوح في أفق المنطقة العربية، بأن الوجه السياسي القادم وجه إسلامي.
إن سيطرة الإخوان على صناديق الاقتراع تقلق الرسميين، الذين آخر ما يريدونه مداً إسلامياً في الأردن. ما لا يريد الرسميون الاعتراف به علنا أن المد متحقق.
تمدد الإسلاميين وملاءة خزاناتهم الشعبية في العاصمة والمحافظات سيفاقم الأزمة، ويقدمها على ما سواها من أزمات وملفات عالقة على طاولة الرئيس فايز الطراونة.
في المقابل، لا يغلق الإسلاميون أعينهم فالطريق مليئة بالمفاجآت، لكنهم يتعاطون مع "القصة" بخطاب سياسي تقليدي.
الخطاب التعبوي الذي تمارسه بعض وسائل الإعلام، يطالب المشاهدين بكره (الإسلامي المتطرف)، من دون أن تفصح عن هويته أو تعريفه. وهذا يقود بالضرورة إلى مطلب كره الإسلامي عامة.
يقف ملص أمام ذلك كله ليقول : "موعدنا صناديق الانتخاب"، ميسرة بقوله ذلك ليس حالماً، فتونس ومصر والأردن .. شواهد لا تكف عن تأكيد نفسها.
السؤال اليوم: ما الأسلوب الجديد الذي سيستخدم في محاولة لزرع صورة (الإسلامي الشرير) في عقول الناس؟.
بالأمس القريب اتبع النظام الأردني أسلوب عزل السلفيين عن المجتمع، من خلال تكرار وتعظيم شأن فكرة "التكفير" في خطابهم السلفي.
ببساطة، أمام هذا النوع من الخطاب خياران أحلاهما مرّ: الأول أن يبقى في دائرة التعميم في خطابه ودفاعه، فتسقط الفكرة عملياً، أو أن يحدد من هو الإرهابي، فيستفيد من التحديد جماعة الإخوان المسلمين.
ليسوا كثر من أتيحت لهم فرصة الوقوف من شرفة العالم ومراقبة المنطقة، هم ربما قلّة. أما الآخرون فيلعبون دور الكهنة بعباءة محللين سياسيين.
لهذا لا يمكن فهم ماذا تريد أمريكيا من ربيع تحول إلى إسلامي؟ إلا إذا ادعى شخص انه تمكن من اختراق العقل الاستراتيجي الأمني. لكن ما يظهر أن صمتا حذرا تمارسه الولايات المتحدة الأمريكية إزاء نجاحات الإسلاميين في دول مثل تونس والمغرب ومصر.
لا أحد يمكن له أن يقول أنه يمتلك السيناريو الذي سيتشكل من هذا التدافع، لكن ما يمكن قوله هو أن هناك خلطا لمزيد من الأوراق بعضها ببعض .. ربما من رحم الفوضى تولد المنطقة من جديد.
استنادا إلى تعليقات المواطنين في الصحف الالكترونية ومشتركي شبكة التواصل الاجتماعي، فإن فكرة "الوصول إلى السلطة" اتهام يستوجب الإدانة. وهو ما يدل على التباس ثقافي، لمحدثي السياسية.
نقول لهؤلاء من دون جدوى أحيانا، إن مبرر وجود أي حزب في العالم هو محاولته الوصول الى السلطة وقيادة المجتمع استنادا لبرامجه هو لا برامج غيره، لكن ما يحدث، أن الصراع السياسي اليوم يقلب الحقائق ويحول الأكاديمي إلى أمي.
يتهم الناشط النقابي ميسرة ملص إيدي رسمية برسم صورة شيطانية عن الإخوان المسلمين أمام العامة، لكنه يستخف بنتائج اللوحة، التي يصفها أولا بالمشوهة، وثانيا بأنها لم تعد تنطلي على رجل الشارع.
استخفاف ملص بما تم تحقيقه بعد أكثر من عام من التشويه يستند إلى تجربتين قريبتين، الأولى: نقابة المعلمين، والثانية انتخابات نقابة المهندسين، وفيهما أظهر الخزان الانتخابي للإخوان بأنه ممتلئ، ويفيض ناخبين.
هذا الامتلاء تماما كان السبب الذي شكل ما يشبه التحالف بين قوى لا تكاد تجتمع، لكنها اجتمعت "كرها بسواد عيون الشيوخ". رسميون، لكن ليس كل الرسميين ويساريون وهم أيضا ليسوا سواء، وقوميون، وعلمانيون، وبعض من ركب موجة الإصلاح منظرا.
النسخة الأردنية من شيطنة الإسلاميين بدأت تحاك منذ بدأ الربيع الأردني. في الحقيقة هي قبل ذلك بسنوات حيث بدأت ملامحها تظهر ما بعد هبة نيسان، لكنها أخذت تتعمق تدريجيا بعد الظهور غير المسبوق للإسلاميين في الربيع العربي.
بعض القوى الأردنية نهضت مبكرة "تناوش" الإخوان قوتهم بعد أن ظهر مزاج عربي طاغ يلوح في أفق المنطقة العربية، بأن الوجه السياسي القادم وجه إسلامي.
إن سيطرة الإخوان على صناديق الاقتراع تقلق الرسميين، الذين آخر ما يريدونه مداً إسلامياً في الأردن. ما لا يريد الرسميون الاعتراف به علنا أن المد متحقق.
تمدد الإسلاميين وملاءة خزاناتهم الشعبية في العاصمة والمحافظات سيفاقم الأزمة، ويقدمها على ما سواها من أزمات وملفات عالقة على طاولة الرئيس فايز الطراونة.
في المقابل، لا يغلق الإسلاميون أعينهم فالطريق مليئة بالمفاجآت، لكنهم يتعاطون مع "القصة" بخطاب سياسي تقليدي.
الخطاب التعبوي الذي تمارسه بعض وسائل الإعلام، يطالب المشاهدين بكره (الإسلامي المتطرف)، من دون أن تفصح عن هويته أو تعريفه. وهذا يقود بالضرورة إلى مطلب كره الإسلامي عامة.
يقف ملص أمام ذلك كله ليقول : "موعدنا صناديق الانتخاب"، ميسرة بقوله ذلك ليس حالماً، فتونس ومصر والأردن .. شواهد لا تكف عن تأكيد نفسها.
السؤال اليوم: ما الأسلوب الجديد الذي سيستخدم في محاولة لزرع صورة (الإسلامي الشرير) في عقول الناس؟.
بالأمس القريب اتبع النظام الأردني أسلوب عزل السلفيين عن المجتمع، من خلال تكرار وتعظيم شأن فكرة "التكفير" في خطابهم السلفي.
ببساطة، أمام هذا النوع من الخطاب خياران أحلاهما مرّ: الأول أن يبقى في دائرة التعميم في خطابه ودفاعه، فتسقط الفكرة عملياً، أو أن يحدد من هو الإرهابي، فيستفيد من التحديد جماعة الإخوان المسلمين.
ليسوا كثر من أتيحت لهم فرصة الوقوف من شرفة العالم ومراقبة المنطقة، هم ربما قلّة. أما الآخرون فيلعبون دور الكهنة بعباءة محللين سياسيين.
لهذا لا يمكن فهم ماذا تريد أمريكيا من ربيع تحول إلى إسلامي؟ إلا إذا ادعى شخص انه تمكن من اختراق العقل الاستراتيجي الأمني. لكن ما يظهر أن صمتا حذرا تمارسه الولايات المتحدة الأمريكية إزاء نجاحات الإسلاميين في دول مثل تونس والمغرب ومصر.
لا أحد يمكن له أن يقول أنه يمتلك السيناريو الذي سيتشكل من هذا التدافع، لكن ما يمكن قوله هو أن هناك خلطا لمزيد من الأوراق بعضها ببعض .. ربما من رحم الفوضى تولد المنطقة من جديد.