jo24_banner
jo24_banner

لماذا ألغى "الرئيس" المؤتمر..؟!

حسين الرواشدة
جو 24 :

واخيرا قرر "الرئيس" الغاء عقد المؤتمر ، هكذا بدون سابق انذار ودون ان يرف له جفن او حتى ان يبلغ اللجنة التحضيرية ( او ان يعتذر من زملائه فيها لا قدر الله ) التي امضت شهورا طويلة وهي تحضر وتستعد وتجهز وتعد قوائم المشاركين وهم من كبار الشخصيات العلمية والفكرية في الداخل والخارج ، ثم تراجع الابحاث المقدمة وتتوجه الى بعض الجهات الوطنية الداعمة لجمع ما يلزم مساعدات مالية ..

ليس هذا فقط ، فقد سبق للرئيس ان تبنى فكرة تنظيم المؤتمر وشكل لجنة تحضيرية للاعداد له ثم اقر مبلغ عشرة الاف دينار لدعمه، ثم سمح للجنة التحضيرية ان تعقد الاسبوع الماضي مؤتمرا صحفيا في مبنى الرئاسة وبضيافتها، حضرته وسائل الاعلام المختلفة وتم نشر خبره فيها، لكن فجأة اكتشف الرئيس ان ما فعله كان خطأ، او -ربما- اشار عليه بعض مستشاريه ان قراره لم يكن مناسبا، فقرر ان يستدرك "الكارثة" ولم يجد امامه الا ان يرفض توقيع شراء التذاكر وحجز الفنادق .

ارجو ان لا يذهب القارئ العزيز بعيدا، وهو يفتش عن سر ما جرى في زوايا "المنع" لاسباب سياسية او غيرها، فعنوان المؤتمر هو "الخطاب العربي في الالفية الثالثة"، والمشاركون فيه من 17 دولة في العالم، وقد تم كالعادة توجيه الدعوات اليهم، وحصل القادمون من الخارج منهم على كافة الموافقات المعروفة، اما المشاركون من الداخل فليس من بينهم اي شخصية "معارضة"، الاغرب من ذلك ان احدى الجهات التي تمت دعوتها هي "جامعة شيان للعلاقات الدولية الصينية" التي اعتبرت أن اشتراك باحثين منها في هذا المؤتمر يمثّل "باكورة" للتعاون مع الجامعة، ومناسبة لتحضير زيارة رئيس جامعتهم في الشهر المقبل لتوقيع اتفاقية لبناء مختبر لغة صينية، وتبادل الخبرات الأكاديمية المدفوعة الأجر من طرفهم ، علماً بأنه قد تمّ دعوتهم من جانب الرئاسة مباشرة.

صدق او لا تصدق، هذا حدث في "الجامعة الهاشمية"، ولم اكن لاكتب عنه لولا ان رئيس اللجنة التحضيرية، الصديق د.جمال الشلبي، اعلن في مقالة نشرها امس عن "نعي" المؤتمر قبل ايام فقط من ولادته، وتساءل مستغربا: "كيف نصدق ان "الريس" لا يرغب في عقد تظاهرة فكرية تناقش الخطاب العربي في الافية الثالثة منذ البداية، واذا كان لا يريد المؤتمر فلماذا اقر له دعما ماليا، ولما شكل لجنة تحصضيرية للاعداد له، ولماذا سمح بالبحث عن مصادر اخرى لدعمه، وكأن الجامعة فقسرة ماليا.." ؟

الاجابة التي يمكن ان اقدمها هنا هي ان ما جرى يعكس واقع الحال الذي انتهت اليه بعض جامعاتنا ( هل جامعاتنا فقط ..؟) "بفضل" الرئاسات" التي نزلت عليها بالبرشوت ، لا تسأل بالطبع كيف استطاع بعض هؤلاء ان يصلوا - في غفلة منا - الى مواقعهم ، ولا كيف استطاعوا ان يستخدموا "البروباغندا " الاعلامية لاقناعنا بانجازاتهم واخفاء اخفاقاتهم ، لا تسأل عن الاسوار العالية التي احاطوا جامعاتنا بها فعزلونا -كمجتمع - عنها ، وحرمونا منها ، انهم - كما قال الدكتور الشلبي - استطاعوا ان يفعلوا ذلك ، بل ويستطيعون ان يفعلوا اي شيء " حين انتصرت "الانا" ، وتضخمت ، وحين لم نستطع ان نقول كفى واغمضنا عيوننا على الغلط والفشل.
 
تابعو الأردن 24 على google news