بانتظار القرارات الصائبة

حالة من السكون والانتظار تهيمن على الشارع الاردني أشبه بالغيوم الملبدة بالخوف من المستقبل وكأن الناس ينتظرون أمرا ما.
وضع قابل للانفجار في اي وقت او لحظة قد تعكر مزاجهم نتيجة قرار او خطوة لا تناسب رغبة الشارع.
وفي الوقت ذاته بيد الحكومة اوراق عديدة اذا ما استعملتها في الوقت المناسب ستتمكن من نزع فتيل الاحتقان وتعيد الامور الى مربعها الاول وتمنح نفسها _ اي الحكومة _ مساحة من الوقت والامل، وتبقي على قراراتها الاقتصادية السابقة التي أثرت نوعا ما في المزاج العام وخلقت نوعا من الراحة والرضا.
وان تاخذ بعين الاعتبار أن التكلفة الاقتصادية مهما بلغت قيمتها وتأثيرها وان تنظر الى النتائج السياسية مهما كانت ستكون قليلة أمام غضب الشارع وحركته التي ستكون كلفته باهظة الثمن في ظل محيط ملتهب وتحديات داخلية وخارجية كبيرة.
لذلك علينا قراءة الشارع وأفكاره بطريقة مختلفة وان لا نستهين به اطلاقا وان نتخذ خطوات استباقية تتقاطع مع مطالبه تكون قابلة للتحقيق لأنها في البداية قد تكون منطقية وعقلانية تتطور بعدها إلى أمور لا يمكن التكهن بنتائجها.
مما يستدعي التعامل بحذر وحرص شديدين وان تستفيد من ضغط الشارع وتوظيفه للخروج باقل الخسائر. وفي حال تمكنت الحكومة من ذلك واتخذت القرارات المناسبة التي يطالب بها الشارع فسيسجل بتاريخها وتزيد من شعبيتها وتحمي البلد من المتربصين به عندها ستتمكن من العبور بالدولة إلى بر الأمان .

الدستور