سقف البيت كافت
في شتاء قارس كان أبو شلاش جالسا مع عائلته الكريمة ملتفين يدا بيد حول صوبة الكاز في انتظار أن تسخن طاسة شوربة العدس التي غطاها الشحبار الأسود و المتربعة على عرش الفوجيكا.
الجميع يتأمل طاسة الشوربة بتمعن و كأنهم يشاهدون فيلماً رومنسياً , فجأة قال شلاش لوالدته " يُمَا, اجى على وجهي نقطة من شوربة العدس, شكلها الشوربة صارت تغلي و تطرطش". نظرت الأم الى الطاسة المدللة لتجد العدس بداخلها و ما زال باردا, بادرت ابنها شلاش قائلة " ول عليك ما أخوثك, من الجوع صاير تتخيل و تتوهم ", فأجابها شلاش " أقسم بالله يا يما و رحمة سامي الأعور أنه أجى على وجهي نقطة عدس ".
كان أخر العنقود علوش ينتظر أن تجهز الشوربة و هو على أحر من الجمر, أراد تضييع الوقت لكي لا يفكر بجوعه فأخذ ينظر الى سقف الغرفة عله ينسى جوعه لبعض الوقت, حينها فز علوش من مكانه مرتعباً و صرخ " يابا, هاظ السقف بنقط و بدلف", نظر أبو شلاش الى سقف الغرفة ليكتشف أن به شقا ينزل الماء بشكل غير مطمئن مما جعل سقف الغرفة كله رطبا مشبعا بمياه المطر, لم ينطق أبو شلاش الخِدر بأي كلمة ولم يُلحظ له أي رد فعل.
حينها تملك الخوف أم شلاش من أن يحدث مكروه لأبنائها اذ ان أول ما تبادر الى ذهنها هو سقوط السقف عليهم لا قدر الله فقالت لزوجها الخدر أبو شلاش " اليوم اليوم بدك تصلح السقف, و إلا والله بروح عند أهلي أنا و الأولاد و خلي السقف يكفت عليك لحالك, هالصغار شو ذنبهم اااه؟ ". قالتها و بؤس الدنيا يتملكها لأنها تعرف زوجها الخِدِر و تعرف ان قلبه ميت و طويل بال و إن تدارك الموقف بشكل جدي فسيقوم باصلاح السقف ال " اَيل للسقوط " بعد عقد من الزمان.
نظر أبو شلاش الى زوجته نظرة استنكار و إستغراب و قال لزوجته " قويانه عينك و صايره تهددي بشوف!! لويش تستني لليل؟ هسا هسا لُمي أغراضك و على بيت أهلك أنتِ و الأولاد الله لا يردكو" إذ أنه و من وجهة نظره فإن الموضوع لا يستحق كل هذا الخوف و على قولته " ول كله سقف بدلف و بنزل مي يعني مش مستاهله ".
الى هذه اللحظه لم يُدرِك أبو شلاش بأَنَ السَقف سَيكفُت على رأسِهِ و رأس سَاكِني البيت فلا سقف البيتِ سيتحمل ولا الأرضية مُهيأَة لإِستِقبالِ المزيد من مياه المطر.