jo24_banner
jo24_banner

تعريب الصراع في ليبيا

حاتم رشيد
جو 24 :
 
 
الصراع في ليبيا وليس الصراع بين الليبين فالتنافس يحتدم الان بين القوى الإقليمية والدولية والمؤسف ان الشباب الليبي هو وقود الدم في صراع الاخرين على ارضه وخيراته.
اليوم اعلان متزامن عن مناورات عسكرية لاقوى جيشين عربيين وهما الجزائري والمصري وكلاهما يزيد تعداده عن نصف مليون رجل مع ميزات مختلفة للجيشين في البحرية لمصر والصواريخ والدفاع الجوي للجزائر.
تتخندق مصر إلى جانب المشير حفتر الذي يسيطر على شرق ليبيا المجاورة لمصر ويدعم موقفها الامارات والسعودية والاردن بدرجات واشكال مختلفة تسليحا وتمويلا وتدريبا.
تنظر مصر الى ليبيا كعنصر حاسم في امنها الوطني اضافة لعداء مستفحل بين النظام وتنظيم الاخوان المسلمين وهذا هو ما يدفع النظام الى معاداة غير معلنة لحكومة السراج المعترف بها دوليا. وتعتمد داخليا على قوى اسلامية خاصة قوات مصراتة ومن غير الدقيق وصف انصار السراج بأنهم اسلاميون رغم ارجحية حضورهم وتأثيرهم الكبير. ثمة وطنيون يختلفون مع المشير حفتر.
في الواقع الجزائر لم تساند طرفا بمواجهة طرف وسعت حتى في عهد الرئيس السابق بوتفليقة للاقتراب من اطراف الازمة ورعت بعض اللقاءات التصالحية. لكن الموقف الجزائري شهد تغييرا هاما بعد التدخل التركي المساند لحكومة السراج الامر الذي ادركت معه الجزائر ان علبة شرور توشك ان تنفتح على حدودها التي تمتد لنحو الف كيلومتر مع غرب وجنوب ليبيا. ومع تواتر انباء عن وصول مسلحين متطرفين قادمين من سوريا تفاقم القلق الجزائري. وربما ادركت الجزائر ان تركيا باتت جارا قويا على حدودها.
اما موقف الجزائر من الحضور المصري في ليبيا فمتوقع. وظهر ان صناع القرار في مصر لم يدركوا مبكرا ان الجزائر لا تسمح بوضع ليبيا في بوتقة النفوذ المصري ولذا اندفعت مصر في دعم رغبة المشير حفتر بانهاء حكومة السراج بقوة السلاح وهو لم ينجح وليس له فرصة النجاح. هنا اعلنت الجزائر رسميا ان طرابلس خط احمر. وبالتالي فأنها لن تسمح بأسقاط حكومة السراج. ومن المفيد ان نلحظ توجه الرئيس الجزائري لاعادة الاعتبار لبلاده وتنشيط دورها الإقليمي. وهذا يعني ان الجزائر لن تسمح بحل وتسوية في ليبيا بدون مشاركتها وقد صرح بذلك الرئيس تبون بنفسه. والحال ان الجزائر لا تقبل بحال ان تصبح مصر جارا حدوديا. وحتى الرئيس هواري بومدين رفض ذلك في السبعينات فعندما امر السادات بتدمير قاعدة جمال عبد الناصر الجوية شرقي ليبيا لخلافه مع الرئيس الليبي الراحل معمر القذافي. توجه بومدين الى السادات وانهى احتمال اتساع الهجوم المصري حيث استجاب له السادات. وحينها قيل بوضوح ان بومدين لا يريد أن تكون مصر جارا حدوديا للجزائر. اذ كان يخشى الاحتكاك بين الدولتين. وهو المعروف بمساندته لمصر.
اليوم يعلن جيشا مصر والجزائر مناورات عسكرية على حدود ليبيا. هذا لا يعني ابدا حربا لكنه رسالة تتناقلها الجزائر ومصر وتركيا. الجميع يقول ويؤكد حضوره وان لا تسوية بدون مشاركته.
الخطورة غير مستبعدة اذا افترض احد الأطراف أنه وحده معني بفرض حل وفق حساباته. وهذا يقود إلى وساطات روسية واروبية محتملة بين الليبين والدول العربية المعنية.
ليبيا تعود مجددا الى تاريخها بعد الحرب العالمية الثانية عندما اخلى المتنافسون ليبيا وتركوها لاهلها. هذا ما اتمناه اذا كان للاماني موقعا على خرائط صراع المصالح الدولية.


تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير