2024-05-20 - الإثنين
Weather Data Source: het weer vandaag Amman per uur
jo24_banner
jo24_banner

أوقفوا الإشاعات وساعدوا الدولة

نسيم عنيزات
جو 24 :

ان حالة الاستقبال التي تسبق اعلان الرئيس الأمريكي عن خطته المزعومة للسلام، والمتعارف عليها بصفقة القرن تدعو إلى الاستهجان والغرابة فما ان تم الإعلان عن الموعد و بدأت معها بعض تسريبات مضامين الخطة، كثر الحديث لدينا حول قرار إلغاء فك الارتباط والتوطين والوطن البديل بنوع من الاستسلام وقتل إلى الروح المعنوية، هذه الاشاعات التي أوصلتنا إلى هذا الحال من التشكيك والتنمر على الدولة ومؤسساتها تطل علينا اليوم من باب اخر يتعلق بالدولة الأردنية وهويتها.
ان الامر الان يتعلق بالدولة ووجودها وهويتها، مما يتطلب وضع كل شيء جانبا والبحث عن خيارات وآليات للدفاع عن الدولة ومواقفها وحماية مصالحها ومساندة الفلسطينيين، لا ان نقدم هدايا واعطيات للكيان الصهيوني على طبق من ذهب بقصد او بدون.
إن الصفقة او الخطة ليست كتابا مقدسا او قدرا محتوما علينا التعامل معه او الاستسلام له بل هي خطة او مقترح يقدم من دولة عظمى منحازة لطرف على حساب الآخر.
لذلك يستطيع أي طرف قبولها أو رفضها او مناقشتها او التعامل معها حسب بنودها.
ولا ننسى المبادرة العربية للسلام التي قدمت في اوقات سابقة لم تجد آذانا صاغية لدى الإسرائيليين الذين تعاملوا معها بعدم الاهتمام، لم تقم حينها الدينا او تقعد في إسرائيل.
وها هي عشرات القرارات الدولية والاممية المتعلقة باللاجئين وحق العودة والتعويض ورفض المستوطنات والتأكيد على السلام و إقامة الدولة الفلسطينية على أراضي عام 1967 وعاصمتها القدس ومثلها الكثير الكثير منذ عشرات السنوات وهي ما زالت مجمدة ولم تر النور علما انها صادرة بإجماع دولي ولم تلتزم فيها اسرائيل قيد أنملة ولم تغير من الواقع شيئا.
كما هي الخطة الان فلن تغير شيئا على الأراضي الفلسطينية و الاحتلال لها، فهي أراض شبه منزوعة السلاح و المستوطنات موجودة في كل مكان، صحيح أن الوضع مختلف الان في ظل الضعف العربي وأوضاعه التي لا تسر صديقا وما يمر به من تشرذم وخلافات وتحالفات خاسرة وأوضاع داخلية مبعثرة واطماع دولية تستغل حالة الوهن والضعف.
في حين على الجهة المقابلة توجد دولة الاحتلال المدعومة من القوى العظمى في العالم الولايات المتحدة الأمريكية وصمت عالمي ودولي على كل تجاوزتها.
الا ان هذا الأمر لن يلغي الواقع ولن يشطب التاريخ او يلغي الحقوق مهما طال الزمن او قصر.لان مبدأ القوة لا يستمر طويلا ولن يتمكن من سلب الأوطان او ينعم بها طويلا لان عجلة التاريخ مستمرة ودوارة. وسيكون القول الفصل في النهاية للشعوب التي ستقول كلمتها وتتخذ قرارها آجلا ام عاجلا.
لا تستعجلوا بالأحكام او الاستسلام لان الامور يبدو انها تسير نحو نهايتها.

الدستور

تابعو الأردن 24 على google news