قرارات سياسية لمواجهة الموقف
في ظل حالة الترقب التي يعيشها الأردنيون قبيل خطاب الرئيس الأمريكي ونيته الإعلان عن صفقة القرن وما تتضمنه من تفاصيل منحازة لدولة الاحتلال الإسرائيلي استكمالا لمراحل سابقة. وعلى الرغم من أن بنود الصفقة ما زالت غامضة وتعتمد على التسريبات الإعلامية خاصة الاسرائيلية منها الا انه من الواضح انها تهدف إلى تصفية القضية وإنهاء مبدأ حل الدولتين وتقوض السلام في المنطقة.
ومما لا شك أن الاردن يتضرر من الصفقة وبنودها كما الفلسطينيين باعتباره الأكثر ارتباطا بالقضية الفلسطينية سياسيا وشعبيا وقدم الكثير من المواقف لدعم الفلسطينيين على كافة الصعد السياسية والإنسانية.
الا انه الان في موقف صعب لا يستطيع أن يقدم به الكثير في ظل الصمت الدولي والغطرسة الأمريكية التي تضرب بجميع القرارات الدولية والاممية عرض الحائط يساعدها في ذلك أيضا الظروف التي تمر بها منطقتنا من ضعف وخلافات واقتتال داخلي.
الا ان المرحة الحالية وما تمر بها المنطقة بكل تفاصيلها ليست النهاية لان الحرب كر وفر والسياسة متقلبة كل يوم طبقا للمصالح فقد يكون عدو اليوم صديق الغد.
كما أن منطقتنا لم تكن احسن حالا من الان فمنذ زمن بعيد والعواصف تعصف بها في كل مكان حتى وصلنا إلى هذه المرحلة من الضعف التي استغلها الإسرائيليون لتنفيذ مخططاتهم.
ومع ذلك فإننا لم نفقد اوراقنا وما زالت لدينا اوراق نلعب بها لتخفيف اثر المرحلة اولا ومن ثم الانطلاق في مراحل لاحقة، لذلك لا بد من وقفة وطنية وشعبية والانحياز للوطن ليبقى صامدا وعدم تشتيت الافكار او السماح للمتربصين لاستغلال الفرصة وبث سمومهم للنيل من الاردن.
كما تتطلب المرحلة قرارات سياسية قوية وحازمة في جميع المجالات كرسالة للداخل بأن الاردن صامد وتعزز أيضا الوحدة الوطنية وتحيي الامل والثقة في الشعب وان تكون القرارات أيضا رسالة للخارج وإسرائيل على وجه الخصوص بأننا قادرون على تجاوز المرحلة والتعامل مع تحدياتنا بما يخدم مصلحة الدولة الأردنية.
نعم هناك أخطاء سادها عدم قراءة المشهد جيدا ساعد على ذلك الظروف الاقتصادية التي تمر بها المملكة والتغيرات الدولية والمواقف السياسية تجاه الاردن تحديدا الذي يبدو الآن انه وحيد يواجه هذه التحديات.
لكن الأهم هو أن يتجاوز الأردنيون هذه المرحلة الصعبة وعدم الانجرار إلى التشكيك والتنمر على دولتهم وتوحيد الموقف باتحاه الصمود وعدم الانجرار وراء الاشاعات والانشغال بمعارك جانبية او تصفية حسابات شخصية.
لان القضية الان هي الاردن وبقاؤه صامدا قويا لتحطيم كل الرهانات التي تغرد عكس ذلك. لذلك من المتوقع أن يشهد الاردن إجراءات وقرارات سياسية لمواجهة المرحلة.
