لهم تشرق الشمس!!
خيري منصور
جو 24 : قد يكون عددهم الف رجل وامرأة او مئة او حتى عشرة فقط، لكنهم الخميرة الثقافية والانسانية، لهم ومن اجلهم تشرق الشمس لانهم ابناؤها منذ قرروا ان يعلنوا الحرب على ليل يعج بالاشباح.
انهم معذبون بالوعي، ومفارقون السائد ولهم دواخل مضاءة بخيال معافى. قد لا يكتبون او حتى يهمسون ليس خوفا من تأويل او تقويل في مجتمعات افترستها حتى النخاع ثقافة النميمة واكل لحم الاخوة احياء وموتى.
نصادفهم احيانا في شارع او مقهى او عبر الهاتف، فنشعر على الفور ان الدهشة وصقيعها في عزّ الصيف قد تراجعت ولو قليلا، انهم ليسوا قبيلة او حزبا اوطائفة بل هم نماذج بشرية تلقحت بالوعي ضد الاصابة بفيروسات التخلف والاستعداء، وقلة عددهم لا تضيرهم لان الخميرة كذلك، ولان الذهب اندر من القصدير والماس اندر من الذهب.
قدر هؤلاء ان يواصلوا مساءلة كل ما حولهم بدءا من تاريخ غاشم اورثهم هذه الحمولة الباهظة، وهم بالتأكيد في حالة اشتباك دائم، ويضطرون الى انفاق ثلثي طاقاتهم للدفاع عن اختلافهم وهم بالتأكيد غرباء بالمعنى الذي يتخطى الجغرافيا وكل تضاريسها، لانهم يشعرون بالنفي في عقر الوطن وعقر الدار.
وهذه السلالة خالدة في كل العصور، وما من تعاليم لها او صايا لان الملدوغ بشهوة اصلاح الكون لا يحتاج الى تعاليم ومن اسهل الامور الكشف السريع عمن يحاول التشبه بهم، بحيث يسطو على مفرداتهم ويصطنع الشكوى من واقعه رغم انه مدين للواقع بكل انحطاطه.
هذه القلة نادرا ما تجد من يدافع عنها فهي ليست منسية فقط بل مهجورة ايضا، وتذكر الاخرين بما ينقصهم لهذا لا يتمنون حتى بقاءها على قيد الوجود، ما ان التقي مصادفة واحدا او واحدة من هؤلاء حتى ادرك على الفور انه المرسل اليه الذي اخطأ ساعي البريد عنوان بيته، ومن يستحقون الانحناء كما كتب واحد من هؤلاء المعذبين ليسوا العباقرة والافذاذ فقط، فالامية تستحق مثل هذا الانحناء وكذلك الطيبون الذين ولدوا محررين من اكياس السم التي تتدلى من اعناقهم، بحيث لا ينامون باستغراق وانتشاء الا اذا افرغوها في انسان ما.
انهم حفيف العالم الذي لا يكل عن مقاومة الفحيح.
واعترف بان الحياة بكل ما آلت اليه في هذا الوقت الرمادي لا تستحق ان تعاش اذا خلت من هذه السلالة، رغم انها سلالة خضراء مهددة بالتصحر الوبائي ان واحدا او واحدة فقط من هؤلاء يكفي احيانا لتحقيق التوازن النفسي وتجديد الرجاء بان العفة ثمينة وكذلك نظافة السريرة والسرير معا.
لهم ومن اجلهم تشرق الشمس رغم ان قوائم المشاهير لا تتضمن اسماءهم وصورهم، لانهم دربوا انفسهم على الاكتفاء والاستغناء! (الدستور)
انهم معذبون بالوعي، ومفارقون السائد ولهم دواخل مضاءة بخيال معافى. قد لا يكتبون او حتى يهمسون ليس خوفا من تأويل او تقويل في مجتمعات افترستها حتى النخاع ثقافة النميمة واكل لحم الاخوة احياء وموتى.
نصادفهم احيانا في شارع او مقهى او عبر الهاتف، فنشعر على الفور ان الدهشة وصقيعها في عزّ الصيف قد تراجعت ولو قليلا، انهم ليسوا قبيلة او حزبا اوطائفة بل هم نماذج بشرية تلقحت بالوعي ضد الاصابة بفيروسات التخلف والاستعداء، وقلة عددهم لا تضيرهم لان الخميرة كذلك، ولان الذهب اندر من القصدير والماس اندر من الذهب.
قدر هؤلاء ان يواصلوا مساءلة كل ما حولهم بدءا من تاريخ غاشم اورثهم هذه الحمولة الباهظة، وهم بالتأكيد في حالة اشتباك دائم، ويضطرون الى انفاق ثلثي طاقاتهم للدفاع عن اختلافهم وهم بالتأكيد غرباء بالمعنى الذي يتخطى الجغرافيا وكل تضاريسها، لانهم يشعرون بالنفي في عقر الوطن وعقر الدار.
وهذه السلالة خالدة في كل العصور، وما من تعاليم لها او صايا لان الملدوغ بشهوة اصلاح الكون لا يحتاج الى تعاليم ومن اسهل الامور الكشف السريع عمن يحاول التشبه بهم، بحيث يسطو على مفرداتهم ويصطنع الشكوى من واقعه رغم انه مدين للواقع بكل انحطاطه.
هذه القلة نادرا ما تجد من يدافع عنها فهي ليست منسية فقط بل مهجورة ايضا، وتذكر الاخرين بما ينقصهم لهذا لا يتمنون حتى بقاءها على قيد الوجود، ما ان التقي مصادفة واحدا او واحدة من هؤلاء حتى ادرك على الفور انه المرسل اليه الذي اخطأ ساعي البريد عنوان بيته، ومن يستحقون الانحناء كما كتب واحد من هؤلاء المعذبين ليسوا العباقرة والافذاذ فقط، فالامية تستحق مثل هذا الانحناء وكذلك الطيبون الذين ولدوا محررين من اكياس السم التي تتدلى من اعناقهم، بحيث لا ينامون باستغراق وانتشاء الا اذا افرغوها في انسان ما.
انهم حفيف العالم الذي لا يكل عن مقاومة الفحيح.
واعترف بان الحياة بكل ما آلت اليه في هذا الوقت الرمادي لا تستحق ان تعاش اذا خلت من هذه السلالة، رغم انها سلالة خضراء مهددة بالتصحر الوبائي ان واحدا او واحدة فقط من هؤلاء يكفي احيانا لتحقيق التوازن النفسي وتجديد الرجاء بان العفة ثمينة وكذلك نظافة السريرة والسرير معا.
لهم ومن اجلهم تشرق الشمس رغم ان قوائم المشاهير لا تتضمن اسماءهم وصورهم، لانهم دربوا انفسهم على الاكتفاء والاستغناء! (الدستور)