jo24_banner
jo24_banner

قرارات سيادية

محمد أمين محمد المعايطه
جو 24 :
 في بداية أذار من كل عام نستذكر ذكرى تعريب الجيش العربي والتي هي قصة وطن وشجاعة لقائد عز نظيرها في حقبة زمنية شهدت محطات حساسة من عمر المملكة الأردنية الهاشمية، فالملك الشاب الذي لم يمضِ على تولي سلطاته الدستورية ثلاث سنوات استطاع بشجاعته وحكمته وقوة بصيرته إعادة ترتيب البيت الأردني، وقد عرف أن الجيش هو أساس الدولة وسر قوتها .حيث اصدر الملك الحسين بن طلال رحمه الله قراراً بطرد وإنهاء خدمه قائد الجيش كلوب باشا وإنهاء خدمه كافه الضباط الإنجليز من الجيش معلناً تعريب الجيش الأردني حيث قام بتنفيذ القرار فلاح المدادحة وكان وزيراً للدفاع و قام هو وبهجت التلهوني بإصطحاب كلوب باشا وعائلته إلى المطار وتسفيره إلى قبرص ومن ثم تسفير كافة الضباط الإنجليز وخلال 48 ساعة من اصدار الملك لقرار تعريب الجيش والذي لقي صدى كبير في كافة الدول العربية والاشادة بقرار الملك .
فقد شكل هذا القرار حلقة مفصلية أعادت للأمة هيبتها ومجدها وكرامتها، وأنارت للجيش العربي الدروب الواعدة بالخير والعطاء الموصول، فذكرى تعريب الجيش هي ذكرى الوطن عابقة بالمجد والعز والفخر وكما نعلم أن خطوة تعريب قيادة الجيش ، أدت إلى تكريس و توظيف كافة قدرات الجيش وإمكانياته لخدمة الوطن، وصون حقوقه والمحافظة على ترابه ومكتسباته، كما مكن هذا القرار صانعه جلالة المغفور له الملك الحسين من بناء مؤسسة عسكرية حديثة ، امتازت بالانضباط ومشاركة القوات المسلحة - الجيش العربي بالخطط التنموية وبناء الوطن .
إن هذا الجيش الذي ساهم في استقرار الكثير من الدول العربية، تمكن من بناء الروابط القوية مع كافة الجيوش في العالم من خلال تبادل الخبرات، وفتح مدارس التدريب لكافة الصنوف والمعاهد العسكرية العليا التي صنعت ضباط وضباط صف وأفراد هذا الجيش ليكونوا في الطليعة كما أرادهم الحسين الباني رحمه الله .
لقد كان الدور البطولي لجيش العربي في جميع المعارك التي اندلعت بين العرب واليهود وكان لنا شرف الدفاع عن القدس وفلسطين ، وقدمنا قوافل الشهداء في معارك اللطرون وباب الواد والقدس والجولان وتل الذخيرة ، واختلطت دماء الخلف بدماء السلف الذين سجلوا اروع البطولات في الكرامة .
من هنا جاءت السيادة الأردنية والقرار الصارم ففي معركة الكرامة تم تلقين اليهود والجيش الاسرائيلي الدرس الاردني ومعنى كسر الغرور والجبروت .
فكما قال جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين المعظم (( إن قوتنا ودورنا المحوري في المنطقة والعالم ليس بالصدفة ، بل هو من صنع الأيادي الأردنية المثابرة المبدعة التي وضعت الاردن على خريطة التميز والانجاز ورفعت راية الاردن عالياً بمختلف الميادين )) .
ولا ننسى القرار السيادي في أكتوبر/ تشرين أول من عام 2018 إنهاء العمل بملحقي اتفاقية السلام الخاصين بمنطقتي الباقورة شمال المملكة والغمر جنوبا مع إسرائيل .
إن "عودة هذه الأراضي تأتي بعد تحدٍ كبير، لا سيما بعد إعلان (رئيس الوزراء الإسرائيلي) بنيامين نتنياهو نيّته ضم غور الأردن وشمال البحر الميت إلى الكيان المحتل" ونعتبر أن عودة هذه الأراضي رسالة واضحة تلامس التوجه والقرار السياسي الأردني .
رحم الله جلالة الملك الحسين بن طلال وحفظ الله جلالة الملك المفدى عبدالله الثاني بن الحسين المعظم
تابعو الأردن 24 على google news