خوف غير مبرر

حالة الرعب والذعر التي عمت الكثيرين امس وامس الاول بعد الاعلان عن اول اصابة بفيروس كورونا غير ممبررة ومبالغ فيها جدا بعد ان أدت حالة الذعر إلى ردات فعل متسارعة وعكسية اصابت كل شيء بمقتل بعد أن انتشرت الاشاعات والاقاويل عبر وسائل التواصل غير المسؤولة والبعيدة عن الواقع والحقيقة وإنما البحث عن «لايكات» او ركوب الموجة بشكل مجرد دون أدنى مسؤولية إزاء الأثر الذي تحقق.
اننا للاسف مجتمع نصنع الهزات ونفاقم المشاكل والأزمات دون البحث عن حلول او تحمل المسؤولية ونجيد توجيه التهم وتحميل غيرنا المسؤولية دون أن ندرك بأننا مسؤولون أيضا وعلينا واجبات تجاه الأزمة العابرة التي يمر العالم باسره فيها.
ان ما حصل امس لا يتناسب اطلاقا مع حجم الأزمة خاصة في وطننا بعد أن شاهدنا نقصا في أدوات التنظيف والتعقيم وارتفاع الأسعار بعد أن شهدت بعض المحلات التجارية ازدحاما بشريا على كل شيء حتى المخابز لم تسلم منها، وكأننا في حالة حرب لا سمح الله .
ولم يسلم أيضا سوق عمان المالي الذي توشح امس باللون الاحمر فاقدا ما يقارب الواحد بالمئة من قيمته السوقية وهذا ما حذرنا منه في مقال الامس.
لقد مر علينا العديد من الفيروسات خلال العقد الأخير كالخنازير والطيور وجميعها تقريبا تتشابه بالاعراض وطرق الوقاية التي تكلفتها ستبقى اقل بكثير من الفوضى والرعب والابتعاد عن تحمل المسؤولية. الذي اذا استمر سنخسر معه الكثير.
لذا فإن الوضع يحتاج إلى إدارة حكيمة وتجاوب مجتمعي واعٍ في التعامل مع هذا الفيروس وان يتم السيطرة على زمام الامور باتخاذ احراءات وقائية شاملة في جميع المرافق العامة والخاصة وتزويدها بالأدوات اللازمة وإجبار المؤسسات الخاصة على ذلك وتخصيص فرق للمتابعة في جميع المؤسسات وان يتم توزيع المعقمات على جميع الطلاب بعد كل حصة دراسية بإشراف المعلمين.