د. وليد المعاني يكتب: ماذا نريد من الأردنيين؟!
د. وليد المعاني
جو 24 :
في هذه الظروف غير المعتادة والتي يغزو فيها فيروس كورونا العالم بهدوء وإصرار وعزيمة، قامت دول عديدة باتخاذ إجراءات بعضها رقيق على استحياء، وغيرها قامت بالتشدد في تقييد الحركة لكثير من المواطنين بهدف تقليل تجمع واختلاط الناس واغلقت المدارس والجامعات والغت التجمعات العامة.
من الواضح أن فصل الناس عن بعضهم سيمنع انتشار المرض بصورة كبيرة قد لا يقدر النظام الصحي على التعامل معها وهو أمر كارثي لأنه يعني أن المرضى العاديين ومرضى الكورونا لن يتلقوا الرعاية الكافية المعتادة.
يجب على الناس الاستماع لما تقرره لجنة الأوبئة وعدم معارضة القرارات الصادرة عنها. يجب على المرضى الذين لا تستدعي امراضهم المعتادة مراجعة المستشفيات البقاء في منازلهم لترك الأطباء للقيام بالأعمال الأكثر أهمية.
من الواضح ان الكثيرين لا يأخذون الأمر على محمل الجد، وكان هذا واضحا في قضية حجر العائدين من الخارج، وقيام بعض هؤلاء بالاحتجاج لابل بالهرب من أماكن الحجر وتوجيه النقد غير المبرر لمدى الرفاهية في تلك الفنادق.
ماذا كان سيفعل هؤلاء لو تم الحجر في المدارس الفارغة وفي صفوفها؟ أو في الصالات الرياضية مفترشين الأرض وهو أمر جرى في دول عديدة؟ .
إن عدم التزام الكثيرين من الناس بالتعليمات والارشادات من وقف لكل تجمع إن كان حفلا او عزاء أو مؤتمرا أصبح يؤثر سلبا على الآخرين ويعرض حياتهم للخطر، وبالتالي وجب ان يلزم الناس بالامتثال للقرارات بحذافيرها. فإن كانوا لايريدون، وجب اجبارهم على ذلك بفرض قانون للدفاع أو الطوارئ لإلزامهم بالبقاء في منازلهم. إن الأحداث غير المعتادة التي تمر بها بلادنا تحتاج لحماية الناس من أنفسهم. فالبدء الآن أحسن من الانتظار لحين تفاقم الجائحة.
حمى الله الأردن.
** الكاتب وزير صحة وتعليم عالي أسبق