2024-05-08 - الأربعاء
Weather Data Source: het weer vandaag Amman per uur
jo24_banner
jo24_banner

متطلبات تحضير المسرح الدولي من أجل قيام النظام العالمي الجديد

د. عمر العسوفي
جو 24 :
 بداية علينا أن نعترف بأن أمريكا دولة عظمى سواء اتفقنا معها أو اختلفنا، وهي دولة مؤسسات يشترك في رسم سياساتها مؤسسات ومراكز أبحاث وخبراء وسياسيون مخضرمون يعزز ذلك مؤسساتها التشريعية التي تحرس القضاء والقانون فيما يخص المصالح الأمريكية العليا.
لقد انتهى القرن العشرين بهزيمة الأتحاد السوفييتي وتربع امريكا على قمة العالم وإيجاد العدو البديل الذي يضرب في كل مكان وزمان وبدون سابق انذار بعد أن تحررت الأستراتيجية من قيود الحدود الجغرافية،هذا العدو سمي بالأرهاب والذي هو في جوهره يعني الأسلام.
بعد عقدين ونصف من التربع على قيادة العالم خلصت السياسة الأمريكية إلى مفهوم سمي بإدارة العالم من الخلف وهو ما سمي بمبدأ أوباما تكريما له،بعد أن تأكدت ان مبدأ شرطي العالم وقيادته من الأمام لن يؤ دي بها إلى الوصول إلى العالم الجديد الذي تحلم به.
أمريكا تريد أن يكون القرن الحادي والعشرون قرنا أمريكيا خالصا ويرغب ترامب ان تكون بداية صنعه في عهده على الرغم من الأنقسام السياسي الحاصل في أمريكا حاليا.
الأدوات اللازمة لتحضير المسرح الدولي.
١. مبدأ الصدمة والترويع
٢.أداة تحضير بؤر الصراع الدولي المتاحة الآن.
١. مبدأ الصدمةوالترويع
يعتمد مبدأ الصدمة على فعل مرعب يهز أركان العالم ولا يستثني منه احدا،ويستجيب الكل للوقاية منه ويحطم كل القواعد السياسية والأجتماعية والأدبية والعادات والأعراف المتبعة في كل قطر من أقطار العالم. انه وباء كوفيد١٩،الكورونا ،إنها ليست نظرية المؤامرة بقدر ما هي الضرورة المطلوبة لتنفيذ السياسة الأمريكية نحو العالم الجديد الذي ظهر في كثير من مقالات وأبحاث الأمريكيين....من قال ان العالم بأسره عاجز عن ان يجد الدواء الشافي للوقاية والعلاج لهذا الوباء، أن الأزمة المرعبة ليست في الكورونا بقدر ما هي فيما ينتج عنها من أثار تدميرية في المجالين الأقتصادي والأجتماعي وبالضرورة في المجال الأمني.
كل ما يحصل في العالم من ارتدادات لهذا الوباء هي متطلبات إجبارية كي يتم تنفيذ الصدمة الكافية والمروعة التي تسمح لأمريكا ان تنتقل إلى المطلب الثاني الذي سأتناوله في هذا المقال،وقبل ذلك لا حظوا أن الساسة الأمريكان بدأوا الحديث عن نظام العالم الجديد وقد جاهر بذلك علنا شيخهم التسعيني هنري كيسنجر في أحدث تصريحاته لصحيفة،،وول ستريت جورنال،،عندما خير العالم بين خيارين إما وباء الكورونا الذي سيفتك بكم أو القبول بنظام العالم الجديد والذي هو النسخة الثالثة من الليبرالية .

٢. أداة تحضير بؤر الصراع الدولية المتاحة.
يوجد في العالم خمسة بؤر صراع جاهزة للأشعال في أي وقت ولكل بؤرة ظروفها وبيئتها وتحالفاتها وقد تم تجهيز الدور الأميركي لأدارة أيا منها من الخلف مع تدخل جراحي ضروري اذا ما لزم الأمر وفي الوقت المناسب،وبالمناسبة ما صفقة القرن الا مشروع عالمي يراد منه إعادة هندسة العالم من جديد وفقا للمنظور الامريكي وبالتالي الشرق الأوسط يقع في لب الحدث، وتاليا مناطق بؤر الصراع الدولي الجاهزة الأنفجار.
١. ايران*اسرائيل
٢.تركيا*روسيا
٣. الهند*باكستان،من خلال إقليم كشمير.
٤.كوريا الجنوبية*كوريا الشمالية
٥. بحر جنوب الصين
بعد أن يفيق العالم من الصدمة الأولى وعلى آثارها التدميرية سيجد نفسه أمام معطيات جديدة سيضطر لاجتراع السم كنوع من العلاج ،ستتغير الخريطة السياسة إلى معظم الدول الصغيرة والدول التي لا تحكمها ديموقراطيات حقيقية وستختفي المعونات الدولية والدعم الوظيفي لأنظمة حقبة ما بعد الحرب العالمية الأولى، وستنكفئ دول أخرى ليكون اهتمامها داخل حدودها الجغرافية فقط مع ما يسمح به النظام العالمي الجديد من تبادل، وتاليا بعض أهم سمات المشروع الأميركي الجديد.
١.بدء تنفيذ استراتيجية التوازن خارج المجال والتي ترتكز على مبدأ أوباما.
٢ .اخراج أوروبا من المعادلة الدولية والتأثير بها وجعلها تابع للمجر الاميركي وحشرها داخل حلف الناتو والخضوع لقيادته والتي هي أمريكية خالصة.
٣ . تبديد القوة الأقتصادية الصينية وتشتيتها وردع الصين لتنكفئ داخل حدودها.
٤.طمس كل أثر للأسلام تحت بند محاربة الأرهاب وتفتيت الشرق الأوسط والأستيلاء على ثرواته بالكامل وإخراج الأوروبيين منه كليا.
٥. جعل روسيا تدور ضمن محددات السياسة الأمريكية وان ترسم حدود فعلها بما يصب في المصلحة العليا الأميريكية كما هو حاصل في سوريا حاليا.
هذا هو ملخص التحول للنظام العالمي الجديد وهذه هي أهم ادواته وسماته،،،،نعم أمريكا ليست قدرا على العالم ولكنها من قدر الله على هذا الكوكب ،ستصطدم أمريكا وغيرها بقوانيين الطبيعة لكن الحقيقة الماثلة أمامنا هي ان العالم يتغير وانه لا بقاء فيه لأنظمة الفساد والأستبداد وان مبدأ الصدمة والترويع كفيل بأن يهزم كل الدكتاتوريات المستبدة والأنظمة الوظيفية الأخرى التي ستجد نفسها في وضع لا تحسد عليه.
 
 
تابعو الأردن 24 على google news