الجمهورية العربية المنتحرة!
خيري منصور
جو 24 : كي نصدق الاسباب التي اوردها النحلاوي قبل اعوام عن سبب الانفصال بين مصر وسوريا علينا ان نصدق تلك الاسباب الاربعة او الخمسة التي كان يذكرها مدرس التاريخ لسقوط الدولة العباسية ومن قبلها الاموية.
فاسباب السقوط لا يلم بها مؤرخ او حتى جيل من المؤرخين لانها ليست انيميا قابلة للتشخيص او طوابق عمارة تنقصها الاسس المتينة والنسب الدقيقة، ومن لا يعرف اسباب نهوض امة او شعب لن يعرف بالضرورة اسباب سقوطهما كان اسمها الجمهورية العربية المتحدة ولها اقليمان شمالي وجنوني، لكن اسباب الفراق كي لا نقول الطلاق كانت تتخفى في ثياب الزفاف وليلة العرس، ذلك ببساطة لان الوحدة بين مصر وسوريا ممنوعة مثلما هي محظورة بين دمشق وبغداد حتى عندما تكون العاصمتان توأمين لايديولوجيا واحدة.
وقد تمدد قانون الحظر برا وجوا وبحرا لتصبح وحدة مصر مع مصر ايضا ممنوعة، ووحدة سوريا مع سوريا محرمة، والمطلوب هو ربع رئة وخمس كلية وفلذة كبد كي لا يكون هذا العالم المسمى عربيا قابلا للجميع، ومن يسمون سوريا بالنسبة لمصر الاطلالة الاسيوية على النيل لا بد انهم قرأوا كيف تبنى حتى غزاة مصر هذا المفهوم الجيوبوليتيكي ، وليس هناك فارق بين ما رآه محمد علي باشا وهو يحكم مصر ويبني دولتها وبين ما رآه نابليون وهو يغزوها.
عادت الجمهورية العربية المتحدة الى الانشطار وغير السادات الاسم ليصبح جمهورية مصر العربية وثمة في مصر انعزاليون لا تعجبهم هذه التسمية ويدعون الى حذف كلمة عربية انسجاما مع تصور قاصر للتاريخ والجغرافيا معا .
ما حدث بعد عقود هي الاعجف في القرون الاخيرة هو ان الجمهورية العربية على اختلاف مسمياتها انتحرت، لكن على طريقة القطط التي تلعق دمها وهي لا تعلم.
بغداد التي كانت تقول للسحابة اذهبي حيث شئت فان خراجك لي لا يمر الان في سمائها غير سحب من دخان وغبار، وهي التي كانت مثلا في التبغدد.. صارت امثولة في الشقاء.
وقاهرة المعزّ مقهورة بما آلت اليه بعد عقود من الانحسار والانكفاء والاستغراق المحلي في نزاعات انتهت الى التآكل بدلا من التكامل.
واليمن الذي سمي سعيدا يسخر الناس فيه ممن سماه بعد ان تسممت حياتهم وبلغوا ارذل الفقر رغم ما تحظى به جبالهم من ثروات.
كانت جمهوريات عربية منها المتحد ومنها المتوحدة ومنها من يبدل دبابات الانقلاب ولا يبدل الشعار.
والبقية تأتي لمن يمدّ الله في عمره ولا ينفد صبره!! (الدستور)
فاسباب السقوط لا يلم بها مؤرخ او حتى جيل من المؤرخين لانها ليست انيميا قابلة للتشخيص او طوابق عمارة تنقصها الاسس المتينة والنسب الدقيقة، ومن لا يعرف اسباب نهوض امة او شعب لن يعرف بالضرورة اسباب سقوطهما كان اسمها الجمهورية العربية المتحدة ولها اقليمان شمالي وجنوني، لكن اسباب الفراق كي لا نقول الطلاق كانت تتخفى في ثياب الزفاف وليلة العرس، ذلك ببساطة لان الوحدة بين مصر وسوريا ممنوعة مثلما هي محظورة بين دمشق وبغداد حتى عندما تكون العاصمتان توأمين لايديولوجيا واحدة.
وقد تمدد قانون الحظر برا وجوا وبحرا لتصبح وحدة مصر مع مصر ايضا ممنوعة، ووحدة سوريا مع سوريا محرمة، والمطلوب هو ربع رئة وخمس كلية وفلذة كبد كي لا يكون هذا العالم المسمى عربيا قابلا للجميع، ومن يسمون سوريا بالنسبة لمصر الاطلالة الاسيوية على النيل لا بد انهم قرأوا كيف تبنى حتى غزاة مصر هذا المفهوم الجيوبوليتيكي ، وليس هناك فارق بين ما رآه محمد علي باشا وهو يحكم مصر ويبني دولتها وبين ما رآه نابليون وهو يغزوها.
عادت الجمهورية العربية المتحدة الى الانشطار وغير السادات الاسم ليصبح جمهورية مصر العربية وثمة في مصر انعزاليون لا تعجبهم هذه التسمية ويدعون الى حذف كلمة عربية انسجاما مع تصور قاصر للتاريخ والجغرافيا معا .
ما حدث بعد عقود هي الاعجف في القرون الاخيرة هو ان الجمهورية العربية على اختلاف مسمياتها انتحرت، لكن على طريقة القطط التي تلعق دمها وهي لا تعلم.
بغداد التي كانت تقول للسحابة اذهبي حيث شئت فان خراجك لي لا يمر الان في سمائها غير سحب من دخان وغبار، وهي التي كانت مثلا في التبغدد.. صارت امثولة في الشقاء.
وقاهرة المعزّ مقهورة بما آلت اليه بعد عقود من الانحسار والانكفاء والاستغراق المحلي في نزاعات انتهت الى التآكل بدلا من التكامل.
واليمن الذي سمي سعيدا يسخر الناس فيه ممن سماه بعد ان تسممت حياتهم وبلغوا ارذل الفقر رغم ما تحظى به جبالهم من ثروات.
كانت جمهوريات عربية منها المتحد ومنها المتوحدة ومنها من يبدل دبابات الانقلاب ولا يبدل الشعار.
والبقية تأتي لمن يمدّ الله في عمره ولا ينفد صبره!! (الدستور)