jo24_banner
jo24_banner

كيف سيكون عليه الحال صبيحة اليوم التالي لرحيل كورونا؟

أ.د احمد القطامين
جو 24 :
وباء كورونا قد يتلاشى لوحده ويرحل، وقد يبقى بعد ان يضعف كثيرا، او قد يبقى ويتطور ويتحول الى آلة قتل جماعي حول العالم.. وفي كل الأحوال لن يتم إلحاق الهزيمة به الا من خلال انتاج أمصال للتطعيم تمنعه من قتل البشر، ففي جميع الأحوال سيهزم يوما ما ويكف اذاه عن البشرية، ولكن كيف سيكون عليه العالم صبيحة اليوم التالي لرحيله.

من الواضح ان الفيروس اثناء وجوده احدث تغيرات كونية واسعة في محركات الأحداث حول العالم . لا احد يعلم يقينا كيف ستكون عليه الأحوال بعد ان يرحل. الشئ الوحيد المؤكد ان العالم بعد كورونا سيكون مختلفا جذريا عما قبله على امتداد كوكب الأرض . ولكن يبقى السؤال الأكثر أهمية بالنسبة لنا في هذه المنطقة ، الى اي مدى سنتأثر بفعل التغيرات التي تعقب رحيل كورونا؟؟

المؤكد ان الدمار الاقتصادي الذي سينتج عن الأزمة سيدخل عشرات الملايين من الشباب العربي في بوتقة الفقر المدقع اضافة الى معدلات الفقر والبطالة التي كانت سائدة أصلا قبل الأزمة بكل المعطيات السلبية التي ترافق حالات كهذه.

كعادتها، الطبقة السياسية التي تحكم الدول في المنطقة العربية لا تأبه كثيرا بالأمن الاجتماعي لبلدانها لذلك ليس من اهتماماتها الملحة ان تبني شبكات للمحافظة على الأمن الاجتماعي كما تحافظ على الأمن السياسي مثلا في بلدانها.

لذلك ليس من المتوقع ان تدرك هذه النخب السياسية أهمية ايجاد شبكات حماية اجتماعية لمنع الأوضاع من الانزلاق الى فوضى سياسية وتحركات شعبية قوية جدا في الشارع ليس لديها المقدرة على احتوائها كما احتوت الحراكات التي رافقت الربيع العربي عام 2011.

يقال انه بعد الحروب الواسعة المدمرة او بعد الأوبئة ذات التأثيرات الكبيرة تحدث حالات جارفة من التغيرات الاجتماعية والسياسية والقيمية.. فالمجتمعات البشرية عندما تتخطى أزمة كبيرة تميل الى الشعور بالحاجة الى ان تصبح مجتمعات قوية يسودها العدل والحكم الرشيد الذي يقود الى استقرار الحياة..

ختاما، انها دعوة لانظمة الحكم في المنطقة العربية الى دراسة هذا الوضع والشروع في عملية واسعة لاستعادة كرامة الأمة مستغلين ما أنتجته كورونا.. وذلك قبل فوات الاوآن..
 
تابعو الأردن 24 على google news