jo24_banner
jo24_banner

الكورونا تكشف الأهمية الحاسمة للصخر الزيتي والأغوار!

الكورونا تكشف الأهمية الحاسمة للصخر الزيتي والأغوار!
جو 24 :
تامر خورما - الأزمة الاقتصادية العالمية، التي بدأت ملامحها تتشكل قبل ظهور فيروس كوڤيد_19، وتعمقت بانتشار الجائحة، كشفت مجددا ثغرات ومعضلات النظام العالمي، وقدمت للدول الناشئة، بشكل خاص، درسا لا يعني تجاهله سوى الإصرار على الانتحار!

العولمة الأميركية تشهد أزمة حاسمة غير مسبوقة في تاريخا. قد لا يعني هذا انهيار النظام الرأسمالي العالمي، ولكنه يسلط الضوء بالتأكيد على ضرورة إعادة النظر بسياسات التبعية الاقتصادية لواشنطن، والمؤسسات المالية الدولية، التي طالما هيمن عليها اليانكيز، لبدء مرحلة جديدة بعد التعافي من الكورونا، عنوانها الشفاء من التبعية، والاعتماد على الذات.

على مر عقود، كانت الدولة الأردنية تعتمد في اقتصادها على المنح، والقروض، والمساعدات المالية، بالدرجة الأولى، ومن ثم حوالات الأردنيين المغتربين في الخارج، وخاصة المقيمين في دول النفط. انهيار أسعار النفط لدرجة غير مسبوقة مؤخرا، قد يكون بمثابة الإنذار الأخير، لتشمير السواعد، وتبني مقاربة الإعتماد على الذات، قبل بلوغ مرحلة اليتم الاقتصادي.

الأردن أثبت وجود إمكانية حقيقية لتبني هذه المقاربة، عند توافر الإرادة الوطنية لذلك. الظرف قد يكون فاجأ حتى الحكومة نفسها، بما تمتلكه من قدرات للاعتماد على النفس. فلماذا لا يكون هذا هو عنوان المرحلة المقبلة؟!

من أين نبدأ؟ الإنتاج بالتأكيد هو العامل الأساسي الحاسم لتحقيق هذا الهدف، ولكن لضمان الاستقلالية الاقتصادية، وديمومة الإنتاج، لا بد قبل أي شيء آخر من ضمان استقلالية مصادر الطاقة، والاعتماد على موارد محلية، لتخفيض الكلفة الإنتاجية ما أمكن، وتحقيق الاستقلالية الإقتصادية بالمعنى الحقيقي للمصطلح.

هذا يعني أنه لا بديل عن إلغاء اتفاقية استيراد الغاز من العدو الصهيوني، خاصة وأن البلاد في ظل قانون دفاع يعطيها كامل المبررات القانونية لاتخاذ هذه الخطوة، بالتوازي مع إيلاء أهمية حاسمة لموارد الطاقة المحلية، كالصخر الزيتي، وحقل الأمير حمزة، وغاز الريشة، إلى جانب التفكير الجدي في إنتاج الطاقة النظيفة.

أما فيما يتعلق بأهم ما يمكن أن ينتجه الأردن، بما يمكنه من التنافس بقوة في الأسواق العالمية، فالأغوار كفيلة بالإجابة على هذا السؤال. سلة الأردن الغذائية، هي كلمة السر للنجاة من تداعيات الانهيار العالمي القادم. كما أن منجم الزراعة لا يقتصر على منطقة الأغوار فحسب، ولا بد من إعادة الاعتبار لكافة الأراضي الخصبة، من نهر الأردن، إلى سهول حوران.

وعند الحديث عن الإنتاج تفرض الصناعات الدوائية الأردنية نفسها بشدة. وإذا لم يكن هذا هو الوقت الأنسب، لتحفيز هذا القطاع الحيوي ما أمكن، فلا أحد يعلم متى سيكون الوقت المناسب!

حتى قطاع السياحة يمكن إنعاشه في الأردن رغم الكورونا! لا ننسى الأهمية القصوى التي ستحتلها السياحة العلاجية فور جلاء الجائحة، وللأردن ميزات لا يمكن إغفالها فيما يتعلق بهذا الأمر.

التبعية الاقتصادية ستكون هلاكا في حال استمرار تبنيها كمقاربة أساسية في دوائر صنع القرار.. الأردن، كغيره من الدول الناشئة، أمام اختبار وجودي، فإما أن نكون، أو لا نكون!
 
تابعو الأردن 24 على google news