من لا يرى من الغربال فهو اعمى
د. عمر العسوفي
جو 24 :
بعيدا عن ما كتب ونشر عن وباء الكورونا وقصة العالم الجديد والحكومة العالمية الواحدة التي ستحكم العالم بنظام واحد ودين واحد وعملة واحدة وجيش واحد،وبالتالي تجسد حقيقة القاعدة التي تقول ان من يمتلك القوة المادية والعلم تؤول إليه السيطرة بلا منازع...من خلال هذا التمهيد أردت ان أسلط الضؤ على بعض الحقائق التي أصبحت واضحة للعيان داخليا وخارجيا.
١.من ينكر أن وباء الكورونا ألقى بظلاله على كل العالم وفي وقت واحد،حتى انه منع الزيارات لأكبر قادة العالم والزم الجميع بالبقاء كل في مكانه ان كان على مستوى الحكومات ومؤسساتها أو على مستوى الأفراد.
٢.العالم الجديد الذي يخطط له البشر يقابله العدل في التحكم في مجريات الكون ونواميسه وحركة التاريخ وهذا العدل هو اسم من أسماء الله الحسنى،لننظر إلى كيف سادت حضارات عالمية وكيف بادت ولننظر إلى حركة التدافع الحضاري في سياقات التاريخ،ثم لنعود إلى سنة التداول كما وردت في الذكر الحكيم،سنجد وبدون شك أن الله الخالق العادل لا يمكن أن يرهن مصير بني البشر الى١٣ عشر عائلة ثرية تتحكم في العالم وتبسط عليه سيطرتها ونفوذها...ان العدل الألهي سيتكفل بالمخرجات التي لن تخالف سنته في ترتيب التدافع الكوني كما يقررها هو لا غيره.
٣. داخليا وللأسف لم نلاحظ إجراءات حكومية تخرج عن ما تخطط له الحكومة العالمية الواحده،لا بل تتساوق معها تماما من حيث النتائج والوقائع...الأقتصاد إلى الهاوية،الفقر والبطالة والجريمة والمخدرات ستتسيد الحياة اليومية وعدم الوفاء بالألتزامات للأفراد والمؤسسات وبالتالي العجز عن تحصيلها وصولا للفوضى المطلوبة حتى يأتي رأس المال ويشتري الجمل بما حمل.
٤. الأردن ليس فقيرا في الموارد بكل انواعها بل زاخرا بها وبالأمكان ان يكون مكتفيا ذاتيا ومصدرا كما أشرت في مقال سابق، شرط ان يتخلص من فقره الحقيقي المتمثل في عدم وجود الأرادة الحقيقية للتغيير والتخلص من نهج التبعية والدور الو ظيفي المرسوم له،سنن التدافع لن تقف بوجهها لا قوانيين الطوارئ والدفاع ولا استخدام القبضة الأمنية.
#حمى الله الأردن وأهله