زمزم وشبح الاخوان والمشاركة في البلديات.. مفترق طرق
كتب حمزة العكايلة
كان واضحاً أن شبح الإخوان المسلمين يسكن فندق القدس أمس، حيث عقد القائمون على المبادرة الوطنية للبناء (زمزم) لقاءً موسعاً مع عدد من الكتاب والصحفيين، وقدُر لي أن أكون موجوداً فتربطني علاقات جيدة بالإخوان الزمزميين منهم والصقور، إن بقي لهذا التعبير وجود، والحمائم وغيرهم.
فمن زمزم إلى القدس يؤكد الزمزميون أن الحديث عن مشروع بناء الأردن كمشروع نهضوي مشابه لما جرى في نماذح أخرى كتركيا مثلاً، لا يمكن أن يتناقض مع أي مشروع عربي وإسلامي نهضوي وعلى رأسه ما يتعلق بالقضية الفلسطينية، تلك التي يبدو أنها كانت نواة الجدل والخلاف، فالإخوان بالعموم يولون القضية جل اهتمامهم كقضية مركزية، بينما الزمزميون يرونها قضية الأمة لا محال ولكن القضية الأولى في الأردن هي النهوض بمؤسسات الدولة.
الإخوان لا يملكون وصاية
الزمزميون في نبرة أحاديثهم تسكنهم لغة يحاولون فيها التعبير أن الخلاف مع الإخوان ليس قيد النقاش، بينما يثير صحفيون ببراءة وبغيرها الخلافات باستمرار، فكان شبح الإخوان يسكن المكان ويظهر بين الفينة والأخر.
ويقول الزمزميون إن الإخوان لا يملكون فيتو علينا، ولا وصاية ولا قرار لهم، أما الإخوان فسبق أن أصدروا تعميماً بأن لا يتم التعاطي مع المبادرة، ووصل الأمر بأحد القيادات أن قال بأنها دفنت في مكانها، وبين هذا وذاك يبدو أول مفترق طرق بين إخوان الأمس أو إخوان اليوم، كما يؤكد الزمزميون إنهم لن ينشقوا، ستكون في الموقف من المشاركة في الانتخابات البلدية المقبلة، حيث تشير القراءات الأولية إلى مقاطعة إخوانية، بينما يشير الدكتور ارحيل الغرايبة حين سألته عن المشاركة في الانتخابات البلدية، إنهم في زمزم يؤيدون وصول كفاءات وطنية لخدمة المواطنين في البلديات، وكشف عن مبادرة يقودها د.نبيل الكوفحي في مدينة إربد للوصول إلى موقع رئيس بلدية المدينة بالتزكية ودون انتخابات.
انتقاد مرسي والموقف من سوريا
لا شك أن الانتقاد الذي وجهه الغرايبة للرئيس المصري محمد مرسي، بإغلاق السفارة السورية في مصر، انتقاد جريء لقيادي إخواني، وسيكون له تبعاته، خاصة أن إخوان الأردن ينظرون لمرسي كمحارب عن وجود تجربة الإخوان في العالم العربي، فبرأي الغرايبة أن قرار مرسي لا يصب في مصلحة الشعب السوري حيث لا يمكن قياس أثر ذلك، فالمطلوب تقديم الدعم بكافة أشكاله للشعب السوري وليس الدخول في مآزق التعقيدات التي تشهدها الساحة السورية، خاصة أن لدى مصر نظام دموي آخر يقيم سفارة على أراضيها ممثلا بــ"إسرائيل".
النهاية بين زمزم والإخوان
أشار البعض في لقاء زمزم امس الى أن الحتمية والصيرورة السياسية ستؤول إلى تحول زمزم إلى حزب، حين تتصادم إرادة الفريقين، بينما رأى آخرون أن وجودها مكمل للنصاب السياسي في المشهد الأردني، لكن الحقيقية تؤشر الى أن الخوف ليس على تجربة زمزم بل على تجربة الإخوان والحراك السياسي والشعبي، والخوف على وجود الدولة، فالمشهد يبدو واضحا في ظل الحديث عن تطرف صناع القرار وتطرف الحراكات وتطرف القوى السياسية وصعود الجميع على الشجرة في محصلة سيكون معها الأردن هو الخاسر، بينما الجميع يعرفون الحقيقة مهما حاولوا إخفاءها تحت إبطهم، بينما ينشغل بعض الإخوان وغيرهم في مختلف القوى السياسية والشعبية بكيل الاتهامات الجاهزة لبعضهم وليس أسهل من تشويه صورة جميلة ولكن ما أصعب لملمتها.