2024-12-23 - الإثنين
Weather Data Source: het weer vandaag Amman per uur
jo24_banner
jo24_banner

لا يخدع الإنسان ... نفسه!!

عمر الصمادي
جو 24 :
 من قواعد إعادة البناء أن تبدأ من القاعدة متوجها إلى الأعلى لكي تنجح وتقطف الثمر، وإلا فان كل ما تقوم به يعد فعل تجميل وتزويق وبين قوسين تضحك على نفسك.
فان أردت لحقلك أن يزهر شجرة وتقطف منه ثمر، عليك أن تبدأ من الأرض أولا تحرثها مرات وتسمدها وترويها، ثم تتجه للشجر فتقلمه وتزيل الأغصان اليابسة أو المتشابكة لكي يتنفس ويتمدد وتنموا الأفرع والأغصان الغضة النظرة، وقد تضطر إلى قلع أشجار عجوزة من جذورها وقد تزرع مكانها أشجارا من أصناف أخرى انسب وانفع، وهكذا شأن أي أمر تريده أن يستقيم ويعود إلى مساره الصحيح مهما صغر أو كبر .
كشف أزمة كورونا لا بل عرت الكثير من المعادلات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية التي يتم اتبعاها إلى اليوم وبممارسات تشير إلى الإصرار على ديمومتها رغم بالغ الثقة بأنها عبء على وطن تثقل كاهله أعباء كبيرة جدا غدت فوق طاقة احتماله وقدرته، ليس من اجل شيء إلا لإثبات أن الفطحل الذي اتخذ تلك القرارات أو أوصى بها كان على صواب ومن اجل أن بعض تلك الانتاجات البائسة وجدت من اجل فلان أو ابن فلان أو استجابة لوساطة من نوع ما (أي مسك خواطر) أودت بموازنة الدولة إلى الهاوية .
لهذا فان الحكومة مدعوة ألان أن ترجع إلى الأصل ... إلى الأرض ... وتعيد بالضرورة قراءة بنية الدولة من جديد وتفكفك أدواتها على الشصي ومن ثم تعيد ترتيبها بما يقتضي الحال النافع جدا ... فانا كمواطن لا لست معني أبدا وبالمطلق ... وليس من ضروريات حياتي أن يكون ابن فلان مسؤولا أو وزيرا أو سفيرا أو رئيسا تنفيذيا أو مديرا عاما أو تفصل له الحكومة مؤسسة حكومية شبه مستقلة آو مستقلة فقط لتبقي على مكانته عالية ورونقه في الأعالي.
هي الفرصة سانحة أمام من يتولى المسؤولية ويريد أن يخلد التاريخ الأردني اسمه بمداد الذهب ويسطر انجازه على صفحات العز والمجد .
ما المانع من دمج وزارات دون استحداث وزراء جدد على رأسها والتوقف عن منح لقب معالي للمعارف والأحباب حتى أصبح هذا اللقب كدمية في يد أطفال، وكنا نحفظ أسماء جميع أعضاء الحكومة التي اقسم أنني كصحفي لا اعرف 40% من أسماء وزراء حكومتنا الرشيدة، ونذكر جميعا كيف كان لهذا اللقب وزنا وقيمة.
ما المانع من دمج المؤسسات المستقلة والشركات ذات الهدف الواحد أو حتى إعادتها إلى أحضان الوزارات وهو الأفضل؟
لماذا لا نستثمر في قواتنا المسلحة وسلاح الهندسة الملكي ومركز الملك عبدالله وقد ثبت بالقطع نجاح تجربة أهم جهاز امني أردني وهو دائرة المخابرات العامة في موضوع الزراعة وخلافها لماذا لا نستثمر قدرات الجيش في تنفيذ المشاريع الوطنية الحكومة بدلا من طرح عطاءات عقيمة وصفقات مشبوهة مسروقة تفوق كلفتها الحقيقة بعشرات المرات، إذ لا يمكن لعاقل أن يستوعب كيف يتم استلام هذه المشاريع التي يثبت بعد حين درجة الغش الذي مورس فيها؟
أخيرا اكرر هي الفرصة الذهبية أمام الدكتور الرزاز مع رشح أحاديث عن تعديل حكومي ودمج وزارات ومؤسسات ومواقع عليا مختلفة بعد رمضان ولا سيما ذات الطبيعة الاقتصادية والمالية أن يتروى ويدرس جيدا وان لا يضع اعتبارا إلا للمصلحة الوطنية العلياء وهي اليوم على المحك الحقيقي إذ تتزايد الضغوطات الحياتية المالية على الحكومة المعنية بحمل المواطن المنهك أصلا ليقدم للوطن انجازا تاريخيا يعيد فيه للدولة الراشدة مكانتها وأدواتها كي تستمر المسيرة على هدى وبركة وخير ونخرج أفضل ما في وطننا الغالي... فبعض المواقع هرمت أو خربت أو تكاسلت أو ثبت فشلها.
تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير