jo24_banner
jo24_banner

المناضل سميح ابو كويك يترجل في عاصمة عروبتنا

حاتم رشيد
جو 24 :
المناضل الصلب المفعم وطنية ونزاهة وشجاعة امضى سنوات عمره مناضلا في سبيل تحرير فلسطين .وحيث اصاب وحيث اصيب كانت فلسطين البوصلة والهدف والهاجس.

القائد الوطني قدري ابا حازم المنتخب لعضوية المجلس الثوري ولاحقا للجنة المركزية لحركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح كان مثالا لنزاهة وعفة المناضل ووضوحه .وعندما تراخت الحركة الوطنية وتخلت عن اهدافها الاساسية تحت عناوين مراوغة وغرقت معظم قياداتها في دوامة الفساد والافساد ظل قدري المناضل الوطني ذو الوعي العروبي متمسكا بثوابت شعبه وأمته.في حركة فتح كانت تحالفاته مع الوطنين التقدميين من قوميين ويسارين من المناضلين الاكثر ثباتا وصلابة.عارض نهج ياسر عرفات ورفاقه في حركة فتح ولم يكن ليرضى عن كل التنازلات التي اقدم عليها تحت عناوين التكتيك والمرحلية.وهو نهج ساهم في ايصال شعبنا الى مآزق وكوارث ما زالت تتالى.

تشرفت بالعمل الى جانب قدري منذ ما يزيد على أربعة عقود.وكان القاسم المشترك بيننا النضال بلا هوادة ضد الانحرافات الخطيرة التي اقدمت عليها قيادة الحركة الوطنية.وكان الهدف الاسمى هو بناء التنظيم الوطني على اسس فكرية وسياسية علمية بعيدا عن العفوية والارتجال.ومحاربة اشكال وتعبيرات الفساد والشللية وعبادة الشخصية والاستزلام .

التف حول قدري المئات من خيرة شباب فلسطين الاكثر ثقافة والاكثر استقامة ونزاهة في سوريا ولبنان والاردن والأقطار العربية وحيث تواجد ابناء فلسطين.ومع الاسف لم ينجح قدري على رأس تنظيم شؤون الاردن ببناء التنظيم المأمول ولا اود الآن ان انكأ جراح الماضي لابين اسباب الفشل.ومع الفاجعة بوفاة الاخ الكبير والصديق الحميم اتحسر حزينا على ما واجهه من رفاقه عقب الحركة الاحتجاجية المسلحة التي عرفت باسم الانتفاضة عام ثلاثة وثمانين .

كان قدري وبحسن نية مخلصا في انتفاضته ويريد من خلالها تقويم مسار الحركة الوطنية وإعادة وصلها بأهدافها الأصلية لكن رفاقه الاخرين كان لهم حسابات وأساليب غير موفقة اجهضت الحركة وانتهت بها الى الفشل التام.وهؤلاء الرفاق ومع احترامي لذكراهم خاصة الاخ ابو خالد العملة استبعدوا في النهاية رفيقهم.وانضمت حركة اريد منها التصحيح الى مجموعة من التجارب الوطنية غير الناضجة والمكلفة لشعبنا دما وتضحيات.وكانت خسارة قدري مصيرية فقد وضعت حدا لدوره الوطني.واضطر فيما بعد وفي لحظة ضعف انساني ان يعود متصالحا مع القيادات التي طالما ناضل ضد نهجها.

على المستوى الشخصي كان قدري انسانا شفافا.اميل الى الزهد.يزن الرجال.ويحترم المناضلين.يميزه تواضع طبيعي.وانحياز عفوي لبسطاء المناضلين.

بالنسبة لي كان اخا كبيرا وصديقا حميما.وسابقى مدينا له بما له من افضال واياد بيضاء. اختلفت معه في منعطفات هامة وصارحته بوجهة نظري .لم ينزعج وظل على مودته وتفهمه.كان يعزو الخلاف الى فارق العمر والخبرة وليس اكثر. واجهت صعاب خانقة ولم اطلق نداء استغاثة يمس استقلالية مواقفي.لكن الرجل ذو الحس الانساني المرهف كان الى جانبي اخا حانيا بترفع المتواضع. وبدون منة تضعه مع الكبار.

قدري ينتمي الى نموذج تطهري في لحظة استثنائية فارقت الطهارة وداستها باقدام الشهوة الرخيصة.شهوات من احالوا الثورة الى ثروة.

المجد والخلود لذكراه اخا وصديقا وقائدا وطنيا فذا .


تابعو الأردن 24 على google news