لماذا يحرم العرب من العلم والحرية ؟
د. عمر العسوفي
جو 24 :
الحديث عن مخلفات الأستعمار الغربي للمنطقة العربية معروف ومتشعب ولا يخفى على أحد أن المستعمر فرض على العرب شروط القوي على الضعيف والمنتصر على المهزوم .
هنالك شروط يمكن الالتفاف عليها أو الأفلات منها لكن المستعمر وضع نصب عينيه حرمان العرب من أمتلاك (العلم والحرية ) لأطول مدة ممكنة وبشتى الوسائل بما فيها استخدام القوة بشكل مباشر أو غير مباشر نظرا للأمكانات الهائلة للعرب وموقعم المتوسط ما بين قارات العالم واستنادهم إلى البعد الثقافي الأسلامي.
1. لماذا العلم.
من المعروف أن من يمتلك العلم وخاصة في منطقة فيها كل موارد القوة فإنه سيصل إلى مقولة يأكل مما يزرع ويلبس مما يصنع ويحجز له موقعا لائقا ما بين الأمم المتقدمة والمتحكمة.
هنالك فرق كبير ما بين استخدام العلم وانتاجه، فمثلا العرب يستخدمون تكنولوجيا المعلومات لكنهم لم يتمكنوا من إنتاجها كما الهند مثلا، عندما حاول العراق ان يضع تصورا نحو امتلاك العلم تمت محاصرته وإثارة بعض الفتن لديه ولكنه صمم واستمر نحو الهدف مما دفع الغرب لمهاجمته واحتلاله ثم ملاحقة علمائه بين القتل أو استيرادهم في جامعاتهم ،ومن يعتقد أن سبب تدمير العراق هو دخول الكويت ارجو ان يغير فكرته فتلك أداة استعملت بدهاء ومكر وأسقطت بين يدي القيادة العراقية آنذاك،،وكذلك تمت ملاحقة بعض العلماء العرب من مصر والجزائر وتصفيتهم. هذا باختصار عن عدم امتلاك العلم من قبل العرب.
2.الحرية:
وهذا العامل أهم من العلم لأن من يمتلك الحرية فإنه بالضرورة سيمتلك العلم وغيره، من المعروف أن الحرية والديموقراطية ستأتي بمن يمثلون الشعوب تمثيلا حقيقيا إلى سدة الحكم،والشعوب تقف مع مصالحها وهي من تقرر برامجها واستراتيجياتها مما يعني أن يكون هنالك مشروع عربي مقابل المشروع الأستعماري فيجبر المستعمر على اللقاء في منتصف الطريق والتفاوض معه من موقع الندية وليس التبعية كما هو حاصل حاليا،فيخرج العرب من كونهم فقط سوق استهلاكية لمنتجات الغرب وأداة بيدهم يسخرونها لتنفيذ مخططاتهم ليكونوا قوة يحسب لها حساب بين الأمم.
أدوات المحافظة على شرذمة العرب؟
1. التحكم في نوع الحكم في كل قطر وإثارة الفتن ما بين الأقطار العربية والأكثار من الأنقلابات العسكرية ثم زرع الفتن وإثارتها داخل القطر الواحد حتى يتم عزل نظام الحكم عن الشعب فيتسلط الأول على الثاني ويصبح رهينة وتابعا لجهة أجنبية بغية الحفاظ على الملك .
2. زرع دولة الكيان الصهيوني في خاصرة الأمة وامدادها بكل وسائل القوة لتكون القوة المهيمنة على المنطقة العربية واعتبارها القاعدة المتقدمة للأستعمار الغربي في الشرق الأوسط.
3. هنالك ادوات أخرى تستخدم اقليميا ضد أمة العرب لكنها أقل من عاملي العلم والحرية.
الخلاصة:
إيمانا منا بما هو منزل في محكم التنزيل(ليس لها من دون الله كاشفة ) وهذه ليست دعوة للكسل والخمول بل للأجتهاد والعمل فإن أمر الله آت لا محالة،وبالتوازي مع المشاريع العالمية فإننا بحاجة إلى ما يشبه الثورة الفرنسية أم الثورات والتي صححت نفسها من خلا
ل سبع ثورات مرتدة خلال ٣٧ سنه.
العلم يرفع بيوتا لا عماد لها....والجهل يهدم بيت العز والكرم.
ومن رضع من ثدي الظلم دهرا....يرى في الحرية شرا وخرابا.
د.عمر العسوفي